خطر قادم!.. محافظات لم يبدأ فلاحوها بزراعة أراضيهم

يتخوف الفلاحون من البدء بزراعة موسمهم الزراعي الشتوي، الذي يتميز بأنه يتضمن الحبوب بكل أنواعها، خاصة القمح الذي يشكل العنصر الأساسي في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد، فضلاً عن أنواع أخرى تدخل مباشرة في هذا الأمن الذي كان أحد أهم عناصر الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي خلال ثلاثة عقود ماضية.

والملاحظ أن عدداً من الأراضي الزراعية في بعض المحافظات (دير الزور، الحسكة، الرقة، حلب، إدلب، درعا) التي ترتكز عليها زراعة القمح بخاصة والحبوب بعامة، لا يتمكن الفلاحون فيها من الوصول إلى أراضيهم، كما هناك خوف كبير لديهم من العمليات العسكرية التي تجري، بأن تفسد زراعتهم آجلا أم عاجلاً، وبالتالي يذهب تعبهم وجهدهم سدى، ويتعرضون للخسارة المضاعفة، في ظروف يكاد الفلاح يكون فيها غير قادر على الإطلاق على تحمل أية خسارة مهما كانت بسيطة. ما يتطلب أن تبقى هذه الأراضي خارج إطار العنف والعمل العسكري، مادامت مسافات الحوار مازالت بعيدة والهوة عميقة  حالياً على الأقل  كما من الضروري اتخاذ إجراءات فاعلة من الجانبين تسمح للفلاحين بزراعة أراضيهم التي تؤمن الغذاء للسوريين في هذا الوضع المتأزم، خاصة أن أبواب الاستيراد غير مفتوحة دائماً، والغلاء يكاد أن يأتي على ما تبقى من دخول منخفضة أساساً وتكاد لا تكفي لسد الرمق.

أهمية الزراعة بالنسبة لسورية كبيرة جداً، ومن المطلوب أن تبقى خارج نطاق العنف والعمليات العسكرية التي تجري، فهي تؤمن قوت المواطن، وتشكل مصدر دخل لأسر ريفية كثيرة، لا مجال لها سوى هذا العمل المضني، لاسيما في هذه المرحلة الصعبة. وبالمقابل لابد لوزارة الزراعة أن تؤمن مستلزمات الإنتاج كلها، وتقدمها للفلاحين من أجل المباشرة بزراعة أراضيهم، وانتظار موسم زراعي جديد.

العدد 1105 - 01/5/2024