مسلسل «ياسمين عتيق» دمشق في ثلاثينيات القرن التاسع عشر

يكشف المخرج المثنى صبح في عمله الدرامي الجديد (ياسمين عتيق) تفاصيل الحياة الدمشقية في فترة الثلاثينيات من القرن التاسع عشر. ويسلط الضوء على حياة سكان دمشق الواقعين بين فكَّيْ كماشة السلطنة العثمانية وحكم الآغوات الذين ساهموا في الخلافات بين الأحياء الدمشقية. لكن اللافت في تلك المرحلة هو دور المرأة الدمشقية التي ترى دمشق بلونها الخاص، فيجتمع النساء ليواجهن الشر القادم من سياسة الفرقة والاختلاف بين الحارات، والمتمثلة  بشهبندر التجار الشوملي (غسان مسعود) و(الخانم) صفية الألوسي (سلاف فواخرجي). ويستمر الصراع بين الجانبين ليأتي إبراهيم باشا ويحاول أن يقدم نموذج الدولة العصرية في افتتاحه عدداً من المدارس والمستشفيات.

ويجد المتلقي نفسه في محاكاة مع الواقع الذي يعيشه في هذه الأيام، إذ إن الحكاية تعيد نفسها مرة أخرى، فالمتربصون بدمشق الياسمين والعبث باستقرارها وسلمها الأهلي والتعايش بين الأديان هم أنفسهم الذين يغامرون اليوم باستقرارها ووحدتها ونقائها.

وحكاية المسلسل تروي تفاصيل  مرحلة مهمة وثرية من تاريخ سورية عامة، وتاريخ دمشق خاصة، في ثلاثينيات القرن التاسع عشر التي تبدأ بحكم الوالي رؤوف باشا على دمشق، مروراً بحكم الوالي علو باشا وسليم باشا، وصولاً إلى حملة إبراهيم باشا على دمشق والازدهار الذي سيحل بالبلاد. ويجري سرد تلك الأحداث  ضمن أجواء البيئة الشامية المحببة وعبر حواراتها الحية، ومن خلال حكاية جورية المسلمة وزمرد المسيحية اللتين تجمعهما الأقدار في مصادفة غريبة، تسوقهما بعد ذلك الأحداث الشيقة في رحلة طويلة مليئة بالمغامرات المثيرة تحتضنها حارات  الشام بعبقها بين الجامع المعلق وكنيسة باب توما الأثرية،  محملة  برائحة الياسمين الدمشقي وحكايا الحب الرومانسية، ممزوجة بنزاعات ومعارك حامية. صراع أزلي بين الخير والشر، في مجموعة من الأحداث الجريئة والمؤامرات الخفية والمثيرة للدهشة.

يذكر أن المسلسل من تأليف رضوان شبلي، وإخراج  المثنى صبح،  ومن  بطولة  سلاف فواخرجي، وغسان مسعود، وإمارات رزق ، والفنانة القديرة منى واصف، وسلمى المصري، وجهاد سعاد، وفادي صبيح، ومحمد حداقي.

العدد 1105 - 01/5/2024