السيد عبد الكريم حربا مدير التربية بطرطوس: استوعبنا كل الطلبة الوافدين إلى المحافظة

لا أحد يستطيع أن يتجاهل ما سببه الوافدون إلى طرطوس من المحافظات الأخرى، بسبب الأحداث، من زيادة في المسؤولية والأعباء على جميع الأصعدة وفي كل المجالات.. وعندما نتحدث عن هذا، فإننا لا نسوّغ أبداً لأي كان، سواء أكان مواطناً عادياً أم مسؤولاً في هذه المحافظة، التهرّب من المسؤولية. والمتابع لعمل المديريات والمؤسسات يلاحظ النشاط والعمل الدؤوب في جميع المجالات، لتأمين حاجات الإخوة الوافدين، بما يحفظ كرامتهم ويؤمن لهم الإقامة الجيدة، ريثما يمنّ الله على هذا الوطن بالعافية، فيعودوا إلى بيوتهم وأعمالهم!

في هذا الريبورتاج نسلّط الضوء على اللقاء الذي جرى في المركز الثقافي العربي بالدريكيش، وجمع السيد عبد الكريم حربا، مدير التربية بطرطوس، مع مديري المدارس في منطقة الدريكيش، للوقوف على المنغصات التي تعترض سير العملية التربوية، والعمل على إيجاد الحلول الناجعة والسريعة، وتذليل تلك المنغصات ومعالجة الصعوبات ضمن الإمكانات المتاحة، في ظل هذه الظروف التي نعرفها جميعاً.

في البداية وقف الجميع دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم تحدّث مدير المجمّع التربوي في الدريكيش عن الوضع التربوي والتعليمي في المنطقة، مبيناً أن الاجتماع سيناقش واقع المدارس والأثاث المدرسي وحال الطلبة والكادر التدريسي، مبيناً أنه في قطاع المجمع التربوي 131 مدرسة، منها 79 مدرسة حلقة أولى و39 مدرسة حلقة ثانية و13 مدرسة تعليم ثانوي.. وعبّر الأستاذ عادل، مدير المجمّع التربوي، عن عتبه على خطة مديريات التربية السابقة التي اهتمّت بالأرياف، لجهة بناء المدارس، وتركت المدن، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من اكتظاظ في الصفوف في المدينة، بينما نلاحظ العكس في الأرياف ذات النمو الضعيف.

وفيما يتعلق بالأثاث المدرسي، أكد مدير المجمّع التربوي أنه يوجد نقص في عدد المقاعد والطاولات، وهو متفاوت بين مدرسة وأخرى، وطالب بزيادة عدد المقاعد وقيام ورشات الصيانة في التربية بصيانة ما يمكن إصلاحه، وفتح شُعَب إضافية إن أمكن، للتخفيف من حالة الازدحام في الصفوف، مما ينعكس إيجاباً على تركيز الطلبة واستيعابهم.

وفيما يتعلق بعدد الطلاب في قطاع عمل المجمع التربوي، أكد الأستاذ عادل أنه يزيد على 15 ألف طالب، وهذا الرقم قابل للزيادة، بسبب الوافدين كل يوم إلى المنطقة. أما فيما يتعلق بالكادر التعليمي والتدريسي، فلدينا ما يزيد على 2500 مابين داخل الملاك وخارجه، والعملية التربوية والتعليمية مستقرة وتسير بشكل طبيعي، ونقوم بتغطية كل الشواغر التي قد تنجم عن حالات خاصة، سواء أكانت مرضاً أو أمومة أو سفراً أو غيرها، بالتعاون مع الموجهين الاختصاصيين في مديرية التربية.

بعدئذ تحدث السيد مدير التربية، فأكد في البداية ضرورة التشارك الفعّال في العمل التربوي بين المدير في المدرسة والمدرّس والموجّه التربوي والطالب، لضمان نجاحه، وبالتالي الوصول إلى جيل متعلّم ومثقف سيكون بلا أدنى شك قادراً على صنع المستقبل المشرق لهذا الوطن.

وفيما يتعلق بالمسألة التربوية، وضّح السيد مدير التربية أن المسألة التربوية لا تقتصر على المدرسة والمدرسين، بل تتعدى ذلك لتشمل المنزل والشارع أيضاً، إذ إنها تبقى قاصرة إن لم تكتمل هذه الحلقة، وربما لهذا يكثر التنظير فيها وربما لهذا نجد التاجر والفلاح والسائق يتحدث عنها، ولهذا أحب أن أنبه إلى بعض القضايا، ومنها أن الأزمة التي نعانيها لها ظروفها ومتطلباتها، والوضع الذي نمرّ به ليس بالوضع الاعتيادي، إذ جاء إلى محافظة طرطوس أكثر من 40 ألف طالب وطالبة من محافظات القطر، وبالتالي وصل العدد في الشعبة في بعض المدارس إلى 50 طالباً، وكلنا نعلم ماذا يعني هذا.

وفيما يتعلق بالمدارس المحدثة للاستيعاب، فقد أوضح السيد مدير التربية أنه قد أقيمت خمس مدارس، منها واحدة في المنطار وتحتوي على 1500 طالب من الوافدين من المحافظات، ومدرسة في شاليهات الكرنك، وأخرى في البناء والتعمير، وجرى تحويل معسكر الطلائع إلى مركز إيواء، إضافة إلى مدرسة، وهذا كلّه راكم حجم المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا، مع الإشارة إلى أن المستلزمات المدرسية تضاعفت أسعارها عدة مرات، فمثلاً لتأمين 40 ألف طالب، يلزمنا 20 ألف مقعد، سعر المقعد الواحد لا أقل من 20 ألف ليرة!

وطالب السيد مدير التربية في نهاية حديثه بأن يكون الاجتماع المقبل لمناقشة واقع الطلاب والمشاكل التي تعترضهم، مبيناً أن الطالب هو البوصلة وهو الهدف الذي يعمل الجميع من أجله.. واستغرب التراجع الذي حدث مؤخراً في نسبة النجاح والعلامات المرتفعة في المحافظة، وشدّد على ضرورة البحث في الأسباب.

بعد ذلك استمع السيد مدير التربية بطرطوس للاستفسارات والأسئلة من المديرين، وهي تتعلق بالمشاكل والصعوبات التي تعترضهم والناتجة في قسم كبير منها عن الأزمة.. وقد تركزت تلك الأسئلة على الاكتظاظ في بعض المدارس، وضرورة تعيين مستخدمين جدد، والحصول على مازوت التدفئة، وضرورة تزويد المدارس بأجهزة إسقاط وشاشات عرض، إضافة إلى دعم المخابر بمواد ضرورية للتجارب.. وتمحور قسم من الأسئلة حول صلاحيات المدير في اتخاذ القرارات للحد من حالات الفوضى في بعض المدارس، وكان لافتاً الجو الصريح بين السيد مدير التربية والحضور، إضافة إلى أن عدداً من المشكلات قد تم تلافيها فوراً بعد موافقة مدير التربية.

وفي رد السيد مدير التربية على سؤالنا المتعلق بضرورة تفعيل النادي الصيفي بشكل جدّي، فقد أوضح أنه سيتم افتتاح النادي الصيفي لمدة ستة أشهر، بمعدل شهرين متتاليين، على أن يدرِّس فيها معلمون من داخل الملاك ويستكمل من خارج الملاك. أما فيما يتعلق بسؤال آخر لنا حول المزاجية في تعيين مدرسين من خارج الملاك من قبل بعض الموجهين التربويين، فقد شدّد السيد مدير التربية على منع هذه الظاهرة تماماً وإعطاء الفرصة لمن يستحق.

كلمة لا بد منها

إذا كانت كرسي المسؤولية تعني السهر والمتابعة الدقيقة لكل ما يجري، فإن هذا ينطبق على مديرية التربية بطرطوس التي أثبتت أنها قادرة على السير بالعملية التربوية، بالرغم من كل الثقل الملقى على كاهلها، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على التعاون الجيد بين المديرية والمدارس التابعة لها من جهة، وبين المديرية والوزارة من جهة أخرى.

العدد 1105 - 01/5/2024