المعلم من موسكو: أمريكا أول من شجع الإرهابيين للدخول إلى سورية.. وبمعرفتها يأتون عبر تركيا

لافروف: يقلقنا تأخر «المعارضة» عن تحديد موقفها من جنيف!

 

أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وجهات نظر البلدين متطابقة حول ضرورة بذل كل جهد لإنجاح جنيف2 بما يضمن الحل السياسي للأزمة فيها، ويؤسس للحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي، ويلبي تطلعات الشعب السوري، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، وإيجاد الخطوات المشتركة للتوصل إلى السلام والأمن والاستقرار في سورية والحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها كدولة علمانية.

وقال الوزير المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير لافروف: أشكر الصديق العزيز سيرغي لافروف على دعوته لي وللوفد المرافق، لزيارة موسكو قبل أيام قليلة من انعقاد مؤتمر جنيف،2 وهذا مؤشر إلى عمق التنسيق القائم بين البلدين، إذ تبادلنا وجهات النظر حول مؤتمر جنيف، وكانت وجهات نظرنا متطابقة حول ضرورة بذل كل جهد لإنجاح هذا المؤتمر. وأضاف المعلم: نريد من هذا المؤتمر أن يؤمّن لنا الحل السياسي للأزمة في سورية باعتباره الطريق الأسلم، وأن يلبي تطلعات الشعب السوري وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب. وقال المعلم: نعتقد أن هذا المؤتمر يجب أن يؤسس للحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي، مع احترام سيادة سورية واستقلالها، ونتيجة ثقتنا بالموقف الروسي ودور روسيا في وقف نزف الدم السوري، قدمت للوزير لافروف مشروع ترتيبات أمنية يتعلق بمدينة حلب، ورجوته أن يجري الاتصالات اللازمة لضمان تنفيذه وتحديد ساعة الصفر التي يبدأ فيها وقف العمليات العسكرية، وكذلك أبلغته أننا نوافق من حيث المبدأ على تبادل معتقلين في السجون السورية مقابل مخطوفين لدى الجماعات المسلحة، على أن نتبادل اللوائح لنحدد آلية تنفيذ ذلك.

وقال المعلم فيما يتعلق بنقل الاسلحة الكيميائية: نحن ننسق يومياً مع الجانب الروسي، وسنواصل هذا التنسيق. مضيفاً: أؤكد أنه رغم كل المحاولات التي تمارسها بعض الدول لعرقلة مؤتمر جنيف، وكذلك تردد ما يسمى (الائتلاف) بالحضور، فإن سورية ستحضر وستواصل جهدها لإنجاح هذا المؤتمر.

وقال لافروف: ناقشنا خلال المباحثات التطورات في العلاقات الثنائية بين البلدين، وكان في معرض اهتمامنا الطريق لعقد جنيف،2 إذ إن هناك عدة أيام فقط قبل افتتاح الجلسة في 22 الشهر الحالي. وأضاف لافروف: إن الحكومة السورية وافقت منذ وقت طويل على الحضور والمشاركة في المؤتمر، وقامت بتشكيل الوفد الرسمي، إلا أنني أشعر بالقلق، لأننا لم نشاهد خطوات مماثلة من المعارضة السورية، وقبل كل شيء مما يسمى الائتلاف، كما أننا نشعر بالقلق أيضاً من أن زملاءنا الغربيين ركزوا نشاطاتهم في إقناع المعارضة الخارجية والائتلاف للمشاركة في المؤتمر، واستثنوا المعارضة الوطنية التي تعمل داخل الأراضي السورية وتهتم بالمشاركة في المؤتمر.. وأنا هنا أقصد وقبل كل شيء هيئة التنسيق الوطنية ومنظمات الأكراد.. موضحاً أنه يتم إرسال إشارات بهذا الخصوص إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهو المسؤول عن إرسال الدعوات للمشاركة وحضور المؤتمر، ونحن نعلم أن هذه الإشارات ستكون مدروسة. وقال لافروف: خلال مباحثاتنا أشرنا إلى موقفنا المشترك في أن هدف مؤتمر جنيف2 هو حقن الدماء والحيلولة دون جعل سورية بؤرة وموطناً للإرهاب الدولي، وإيجاد الخطوات المشتركة للتوصل إلى السلام والأمن والاستقرار في سورية والحفاظ على سلامة أراضيها، وعليها كدولة ذات سيادة مستقلة ودولة علمانية، وضمان المساواة في الحقوق لجميع الأطياف الدينية والإثنية. وأضاف لافروف: حصلنا على تأكيدات من الوزير المعلم لجاهزية الجانب السوري واستعداده لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين استجابة إلى طلب الجانب الروسي. وتابع: هذه المشاريع متعلقة بإرسال المساعدات الإنسانية ووصولها إلى بعض المناطق داخل سورية، وفي بعض الأحيان فإن الإجراءات اللازمة اتخذت في مناطق بالغوطة الشرقية ومناطق في ريفي دمشق وحلب. وأضاف لافروف: إن روسيا ستواصل عملها وجهودها ضمن الجهود الدولية لإرسال المساعدات الإنسانية إلى داخل سورية، وكذلك إلى اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة، وهي تكشف الأطر والعناوين التي ترسل إليها المساعدات الإنسانية بكل شفافية، وتعلم أن الدول المانحة الأخرى ستتصرف بالشكل نفسه وبشفافية، عندما تتحدث عن المساعدات الإنسانية، وأنا أقصد هنا المساعدات، والمبالغ الكبيرة التي أُعلن عنها خلال مؤتمر الكويت.

وتابع وزير الخارجية الروسي: ناقشنا أيضاً موضوع نقل الأسلحة الكيميائية السورية وتدميرها، الذي تلعب فيه روسيا دوراً نشيطاً وتسهم مساهمات مالية ولوجستية وأمنية، كما تشارك السفن الروسية في ضمان الأمن في المرحلة البحرية لعملية نقل الأسلحة والمواد الكيميائية. وقال لافروف: شعب سورية الصديق يواجه حالياً مرحلة صعبة وقضايا عديدة، وأؤكد أن روسيا ستواصل جهودها للتغلب على هذه القضايا وستستمر في جهود المجتمع الدولي في المجال الإنساني، وستشجع على العملية السياسية في جنيف، وستقدم مساعدات اقتصادية من أجل تجاوز الاقتصاد السوري وتغلبه على الصعوبات التي تواجهه.

وقال لافروف  في رد على سؤال: تم توجيه الاتهام للحكومة السورية بأنها استخدمت الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية في 21 آب الماضي، ولا شك أن هذه الاتهامات كانت غير صحيحة، وقد تمت دراسات عديدة في هذا الشأن أشارت كلها إلى أن الاتهامات غير صحيحة، وكانت الدراسات مهنية جداً، وآخرها حصلنا عليه من بروفسور في معهد ماساتشوتس التقني، وأرى أن محاولات إيجاد ذرائع مصنعة لاستخدامها من أجل تبرير التدخل الخارجي واستخدام ذريعة التدخل الإنساني تعتبر جريمة. وتابع لافروف: علينا أن نسهّل خطوات تطبيق تسهيل الأوضاع الإنسانية في سورية وفي المستقبل، علينا أن نجد من كان مسؤولاً عن الجرائم الحربية والعسكرية، لكن من غير المقبول استخدام النزاع حول الوضع الإنساني لعرقلة مؤتمر جنيف2 وإفشاله.

وعقب المعلم بالإضافة: أشكر الوزير لافروف على هذا التوضيح.. نحن في سورية نقاتل من يدّعون الجهاد، الذين جاؤوا من 83 دولة، ولا أريد أن أفسر من يدفع لهم بطاقات السفر، لكن أريد أن أقول: بالأمس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال إن سورية أصبحت كالمغناطيس في استقطاب الجهاديين، وأنا أقول له: إن بلاده هي أول من شجع هؤلاء على الدخول إلى سورية، وهم يأتون ليس عبر المظلة، بل عبر الأراضي التركية وبمعرفة الولايات المتحدة. وقال المعلم: لا نفهم كيف تدين الولايات المتحدة الإرهاب في العراق، وتدعم الحكومة العراقية في قتالها ضد دولة الإسلام في العراق والشام، وهذا موقف نقدره عالياً، ونقدر جهود العراق في مكافحة الإرهاب، ولكن كيف تدعم الولايات المتحدة الإرهابيين ذاتهم عندما يقاتلون في سورية؟! هذه هي المؤامرة الحقيقية التي تواجهنا.

وتابع المعلم: اليوم قدمت مشروعاً للوزير لافروف لترتيبات أمنية في مدينة حلب، وإذا نجحت جهوده وآمل أن تنجح، وأن يلتزم الجميع بهذه الترتيبات، أعتقد أننا نستطيع أن نبدأ كنموذج بحلب ثم ننطلق إلى مدن أخرى، ونحن ننتظر من الوزير لافروف أن يعلمنا في يوم معين وعن ساعة صفر لكي نلتزم، ويكون لديه ضمانات كافية بأن الطرف الآخر سوف يلتزم. من جهته قال لافروف: أود أن أضيف أن الجهود على المشهد الدولي تنصب بعد عملية نزع السلاح الكيميائي في سورية وخلالها وتزامناً معها، علينا أن نطلق المسار السياسي وأقصد هنا جنيف2 باعتباره وسيلة للتوصل إلى تسوية سلمية على أساس الاتفاق بين جميع الأطراف المعنية دون تدخل وضغط من الخارج، وذلك انطلاقاً من مبدأ أن السوريين يقررون بأنفسهم مستقبلهم ومستقبل بلادهم. وتابع لافروف: هناك خلافات داخل الائتلاف وجوانحه المؤيدة من قوى مختلفة، وأدعو جميع اللاعبين ومن راهن على الائتلاف، وخصوصاً من يعترف به كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، لأن يفكر بدور هذه القوى في التسوية السورية.

وقال لافروف: خلال اتصالاتنا مع الحكومة السورية والقوى المعارضة كنا ومازلنا نشجع جميع الأطراف المعنية لاتخاذ الجهود الرامية لإطلاق الحوار المباشر بين السوريين، من أجل حماية دولتهم والحفاظ عليها من أجل مستقبل سورية، وهذا ما تحدثت عنه مباشرة بكل شفافية مع زعيم الائتلاف في باريس، كما أننا طوال الوقت ندعو جميع الأطراف المعنية، وقبل كل شيء الائتلاف، لوضع مصالح سورية فوق مصالحهم الشخصية، وندعو إلى ذلك أيضاً رعاة هذه القوى من الخارج. وأضاف لافروف أن معظم أعضاء الائتلاف من المهاجرين، وأرى أنه ليس هناك أي تبرير أو أساس لعدم إشراك القوى الوطنية السورية التي لا تزال موجودة داخل سورية وتعمل داخلها، في ظل إشراك ودعوة القوى الخليجية. وتابع: كانت روسيا ولا تزال تدعو وتشجع القوى الوطنية الداخلية السورية للمشاركة في هذه العملية، وقبل كل شيء أشير إلى هيئة التنسيق الوطنية والجماعات الكردية. وقال لافروف بالنسبة لمشاركة هيئة التنسيق الوطنية في جنيف2 سمعت أخباراً حول مقاطعة هذه الهيئة لجنيف،2 لكني قرأت إعلان حسن عبد العظيم وفي بيانه نفي هذه الأخبار، وأيّد فكرة جنيف2 كوسيلة وحيدة للتسوية السلمية للنزاع السوري. وأودّ أن أشير إلى أننا نلاحظ مؤخراً التأييد من قبل المجتمع المدني السوري والمنظمات الاجتماعية وممثلي القبائل السورية ودعمهم فكرة جنيف،2 وآمل أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة والمسؤولون الذين يتابعون جميع التطورات في سورية بتقويم دقيق وصحيح، وأنهم سيرسلون الدعوات للمشاركة في جنيف2 إلى الطيف الكامل من المعارضة السورية.

العدد 1105 - 01/5/2024