بيان من الحزب الشيوعي السوري (الموحد)

ياجماهير شعبنا السوري المجيد!

بالأمس أقدمت المجموعات الإرهابية المسلحة على ارتكاب جريمة شنعاء، ضمن سلسلة الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين السوريين الآمنين، وذلك بإطلاقها صاروخاً محملاً بالمواد الكيماوية السامة المحرمة دولياً وإنسانياً وقانونياً، ضد أهالي قرية (خان العسل) القريبة من حلب، لرفضهم مغادرة مساكنهم ولتمسكهم بوطنهم ووحدة أراضيه. وقد أسفر هذا العمل الجبان عن استشهاد 26 مواطناً من بينهم ستة جنود من الجيش العربي السوري، وإصابة مايقارب مئة مواطن.

إن الحزب الشيوعي السوري (الموحد)، يعرب عن استنكاره الشديد لهذا العمل المجرد من كل القيم الإنسانية والوطنية، ويدينه، ويحمّل مسؤوليته التامة لهذه المجموعات التي لم تتمكن من القضاء على مقاومة أهالي حلب لوجودهم بينهم، ولأعمال التخريب والتهجير التي يقومون بها.

لقد جاء هذا العمل الإجرامي للانتقام من صمود الأهالي، ولعجزهم عن تحقيق مكسب عسكري بمواجهة وحدات الجيش العربي السوري في تلك المنطقة.

إن هذه الجريمة تأتي في سياق تصعيد خطير للأحداث على نطاق سورية، ونقلة نوعية في الصراع الدائر فيها ضد الإرهاب والإرهابيين، ومن وراءهم من قوى استعمارية ورجعية مشبوهة، وهي المسؤولة أصلاً عن تمويل الإرهاب وتسلّل ألوف المرتزقة والتكفيريين من تركيا.

ونضع الرأي العام الدولي السياسي والإنساني أمام مسؤولياته، ونحذر من المخاطر الإنسانية الكارثية التي يمكن أن تحصل فيما إذا استمر الإرهابيون في استعمال الأسلحة المحرمة دولياً.

ويتزامن وقوع هذه الجريمة مع التصعيد الذي مارسته بعض دول المجموعة العربية على سورية بضغط من السعودية وقطر، لشرعنة إدخال السلاح إلى الإرهابيين داخل سورية، واعتبار ذلك أمراً يخص كل بلد عربي بمفرده. كما يتزامن مع الجهود الحثيثة التي تبذلها كل من فرنسا وبريطانيا لشرعنة تهريب السلاح إلى الإرهابيين في سورية، حتى من دون أي غطاء قانوني، الأمر الذي يلقي الضوء على طبيعة المعركة الدائرة الآن في سورية، المقاوِمة لمشاريع الهيمنة الإمبريالية الصهيونية على المنطقة، وهو يحمل في طياته استدعاء للتدخل العسكري الأجنبي من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.

إننا نهيب بكل قوى الشعب السوري، وبضمنها قوى المعارضة الوطنية، وقوى المجتمعين الأهلي والمدني للوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب والإرهابيين، ومن أجل وقف نزيف الدم السوري، وحماية السكان الأبرياء الآمنين، ومن أجل الوصول إلى حل سياسي يحفظ للبلاد كرامتها وأمن مواطنيها عبر الحوار الوطني الشامل.

الرحمة لكل شهداء سورية والشفاء للجرحى.

والمجد والعزة لسورية.

دمشق: 20/3/2013

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي السوري (الموحد)

العدد 1107 - 22/5/2024