منظمة السويداء تحتفل بعيد الجلاء

على الطريق المؤدي إلى أحد المواقع الحرجية، وقف أحد الفلاحين بجوار جراره الزراعي الذي يخفق فوقه العلم الأحمر ذو المنجل والمطرقة، إشارة إلى المكان الذي تقاطرت إليه عشرات الأسر والأفراد للاحتفال بالعيد الوطني، يوم السابع عشر من نيسان، وإليه وصل وفد القيادة، الرفيق حنين نمر الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد، والرفاق نجم خريط وإسماعيل حجو وعلم الدين أبو عاصي.

رحب الرفيق سمير الشحف عضو اللجنة المنطقية بوفد القيادة، وحيا الحضور من الصديقات والرفيقات، والأصدقاء والرفاق، وتمنى للجميع يوماً ممتعاً، وقال: لا نريد أن نثقل عليكم بخطب يجيدها الحاضرون، ولكن اسمحوا لنا ببعض الكلمات.

ثم تحدث الرفيق ناهي الحسين، عضو اللجنة المنطقية ومما قاله: يستذكر السوريون مع إطلالة الربيع الباسمة، يوم استعادة حريتهم بافتخار، ليشحذوا هممهم لتحرير كل شبر من أرض الوطن من سلطة الاحتلال الغاشمة.. لقد شكل جلاء قوات الاحتلال الفرنسي نتيجة ناصعة لنضال الشعب السوري، فقد أثمرت تضحياته الكبيرة نيل حريته. لقد تحدى السوريون الاحتلال بموجة من الثورات التي غطت ساحة الوطن، قادها أبطال عظام، أمثال سلطان الأطرش وإبراهيم هنانو، وتتويجاً لذلك النضال الطويل المليء بالتضحيات والبطولات خرج آخر جندي أجنبي عن أرض الوطن عام 1946. وأشار إلى أن حزبنا خاض النضال إلى جانب أبناء شعبنا، فدعم الثورة السورية الكبرى، وشارك بالمظاهرات والإضرابات.

ووجه تحية إكبار وإجلال لذكرى كل الوطنيين المناضلين لما بذلوه من تضحيات، وقال: قد يرى البعض أن احتفالنا اليوم محرج، بعد أن عمّ الاقتتال والعنف والتدمير والإرهاب معظم المناطق السورية. وأضاف: لذلك من عمق الألم الذي نشعر به تجاه شعبنا، ندين بشدة ونستنكر تلك الممارسات اللاإنسانية، والأساليب البشعة في اقتراف المجازر الرهيبة، وقتل النساء والأطفال، والاستهتار بحق الإنسان في الحياة وفي حرية التعبير عن رأيه.. ونطالب باعتماد خطاب سياسي مسؤول ينقذ سورية وشعبها، باعتماد الحوار الوطني الديمقراطي الشامل مدخلاً فعلياً للخروج من الأزمة.

ثم خاطب الرفيق الأمين العام الحضور شاكراً منظمة السويداء تنظيمها لهذا اللقاء، ومما جاء في كلامه:

نحن فخورون أن نحيي الذكرى الثامنة والستين لعيد الجلاء المجيد، ونحن في ربوع هذه البطاح من جبل العرب التي شهدت بطولات وتضحيات مشهودة في مقاومة المحتلين حتى جلاء آخر جندي من ربوع وطننا.

إننا نحيي روح المقاومة التي برزت هنا، وعمت كل الأقطار العربية، ونحن نعتبر أن المقاومة هي الطريق الصحيح لاستعادة الأرض المحتلة، ومن أجل التحرر الديمقراطي.

وأضاف: يعز علينا أن نجري احتفالنا وبلادنا تعيش كارثة إنسانية، ولكن علينا العمل والنضال والتصميم على إخراج البلاد من هذه الكارثة، وإنقاذها من موجة العنف التي تجتاحها، والتي لا علاقة لها بالديمقراطية.

إننا سنناضل ضد أولئك الذين أدموا البلاد، واستهتروا بكل القيم الإنسانية، ونظموا المجازر الرهيبة، الذين يرمون قذائف الموت على أطفال دمشق وضواحيها، ولا يمكن أن نتجاهل أعمال جهات ضارة وغير صحيحة من العنف المفرط الذي لا لزوم له.

وندعو لمحاربة الإرهاب، ولإعلاء صوت الحل السياسي، ولكن الأمريكان وأتباعهم يتهربون، ولكن نحن وباقي القوى الوطنية سنناضل من أجل الحل السياسي المشرف، وحصول الشعب على مطالبه بالديمقراطية، ومكافحة الفاسدين أثرياء الحروب، الذي يستغلون ظروف الأزمة، ويزيدون معاناة شعبنا.

وأشار إلى أننا سنحتفل هذه السنة بالذكرى التسعين لتأسيس حزبنا، محافظين على ثلاثة مبادئ وهي الموقف الحازم في المسألة الوطنية، والتقدمية، والديمقراطية، وهي تشكل أساساً صالحاً متكاملاً لا يمكن فصلها عن بعضها.. وتحت هذه الراية تصدى الحزب لأعتى الديكتاتوريات.. ونواصل هذا النهج حتى الآن.. فنحن جنود لهذه المبادئ، وللنضال ضد أشكال الاستغلال، وضد العنف، فالعنف ليس شرعة الحاضرين ولا المتمدنين.

ونحن نكرس هذا العام أيضاً للتحضير للمؤتمر الثاني عشر للحزب، وسنعمل على تقييم المرحلة المنقضية، ونضع الآفاق للمستقبل.. إننا نعتز بمنظمة حزبنا في جبل العرب المليئة بالحيوية والتفتح الفكري، ونعد بتعميق الصلات ما بينها وبين قيادة الحزب وبقية المحافظات، ونعتقد أن منظمتكم ركن أساسي في الحياة السياسية لمحافظة السويداء، ونتمنى لها دوام التقدم والاندفاع والتطور في أداء دورها ونضالها السياسي والاجتماعي والطبقي بنجاح دائم.

وبعد ذلك تتالت فقرات الغناء والموسيقا في جو حميمي من الألفة والمرح والحوارات الرفاقية سحابة يوم كامل في أحضان الطبيعة.

 

العدد 1105 - 01/5/2024