الحزب الشيوعي السوري الموحد يقيم مهرجاناً سياسياً تكريماً للشهداء والعمال والنقابيين القدامى

أقام الحزب الشيوعي السوري الموحد يوم السبت 10 أيار 2014 مهرجاناً سياسياً إحياءً لذكرى الأول من أيار عيد العمال العالمي، وعيد الشهداء في السادس من أيار، بحضور الرفيق حنين نمر الأمين العام للحزب، وعدد من أعضاء المكتب السياسي، وأمناء وأعضاء اللجان المنطقية للحزب في دمشق وريف دمشق والقنيطرة، وجمهور من أعضاء الحزب وكوادره وأصدقائه. وقد أقيم المهرجان في مبنى اتحاد عمال دمشق، بحضور عدد من الأمناء العامين للأحزاب السورية، وعدد من أعضاء مجلس الشعب، والاتحاد العام لنقابات العمال، والأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق، وممثلين عن سفارات إيران وكوريا الشمالية وكوبا بدمشق.

افتتح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت تقديراً وإجلالاً لأرواح شهداء الوطن، تلاه ترديد النشيد العربي السوري.

وألقيت خلال المهرجان كلمات عديدة أشادت بدور الطبقة العاملة وتضحياتها في سورية، وثمنت دور الجيش العربي السوري، وحيّت الشهداء الذين سقطوا من أجل حرية سورية وتعزيز استقلالها ومنعتها.

نمر: نجاح المشروع الوطني المقاوم يستلزم اقتصاداً مقاوماً وتوزيعاً عادلاً

ألقى الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد، كلمة في الاحتفال، هذا نصها:

يشرفني ويسعدني أن نكون معاً اليوم، لنُحْيي واحدة من أهم عادات شعبنا وتقاليده الأصيلة، وهي الوفاء، وتخليد ذكرى أولئك الذين استشهدوا لكي نحيا نحن، ولكي يختطوا للأجيال القادمة طريق النور والحرية والكرامة.. لقد احتفلنا منذ أيام بعيد الجلاء العظيم، الذي تأسس على يد كوكبة من شهداء الثورة السورية الذين قادوا الشعب وفق هدف واضح مبلور، وهو إجلاء الأجنبي الغاصب عن أرض هذا الوطن، وها نحن أولاء نتفيأ اليوم بظلال ذكرى أولئك الذين صعدوا إلى حبل المشنقة في 6 أيار 1916 وهم يحيّون وطنهم وشعبهم. ونحتفل أيضاً مع الطبقة العاملة وكل الكادحين في العالم في الأول من أيار، الذي هو في محتواه استشهاد العمال لكي يعيش الكادحون جميعاً سعداء بلا استغلال.

ولا ننسى أبداً قوافل الشهداء التي قدمها شعبنا وباقي الشعوب العربية من أجل التحرر من الاحتلال ومقاومة الغزاة، نخص بالذكر شهداء الثورة الفلسطينية، وشهداء المقاومة الوطنية اللبنانية، والمقاومة العراقية، وفي غيرها من الأقطار العربية.

واليوم يغلي الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه في سبيل الحرية أيضاً، وضد الديكتاتوريات وأذناب الإمبريالية والاحتلالات الأجنبية، ومازالت دماء الشهداء العرب تُنبت زهوراً ورياحين، وتُري العالم أننا لسنا أمة هامشية في هذا العالم المضطرب الذي اعتادت الإمبريالية العالمية وقبلها الاستعمار المسلح، أن تراها راكعة مذلة ومهانة وتابعة. إن الأمة العربية رغم كل الانتكاسات والتراجعات ورغم الاستيلاء الممنهج على ثرواتها الهائلة، ورغم وجود طبقات عميلة تطبق على الحكم في عدد من الأقطار العربية وتشاركه في نهب الثروات، فإن هذه الأمة تنهض وتقاوم ولا تبخل بتقديم الشهداء تلو الشهداء، حتى تنتصر وتحقق ما تريد.

ونذكر هنا، بكل فخر واعتزاز، بصفتنا سوريين، أن بلدنا الحبيب سورية يقف الآن في طليعة حركة التحرر الوطني العربية، ويقارع قرابة 100 دولة من دول العالم التابعة للإمبريالية، ويُواجه أكثر من مئة ألف مرتزق أجنبي مجرم يعتدون على بلادنا منذ ثلاث سنوات.. ولكن، اشهد يا تاريخ أن الشعب السوري البطل قد تمكن من صد هذا الغزو، ومن تعطيل المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة والمشروع التكفيري في آن واحد.. وقد كان ثمن ذلك باهظاً، فقد فَقَدنا الألوف من الشهداء، وجرح وتشرد مئات الألوف، عدا الذين خُطفوا وعذبوا، وتحولت بعض أجزاء البلاد إلى مسلخ بشري على يد الهمج والمتوحشين الذين لا فكر ولا عقيدة لهم سوى الساطور وتقطيع الجثث.. كل ذلك ذلك جرى ولم يستدع كلمة استنكار واحدة من مدّعي الديمقراطية في العالم الرأسمالي الغربي أو من بعض العرب المتواطئين معهم، بل بالعكس، مايزالون يمدّون الإرهابيين بالأسلحة والعتاد وبالمقاتلين وبالمال.. لقد حولت الإمبريالية الأمريكية العالم إلى غابة تنتهك فيها القوانين الدولية، ويُداس على كرامات الشعوب، ومالم يوضع حد للعربدة الأمريكية، فلن يستتب الأمن والسلام في العالم. إن التناقض الأساسي اليوم هو التناقض بين الإمبريالية الأمريكية والشعوب والدول الوطنية المستقلة، وكل محاولة لإخفاء الدور الأمريكي تحت مسميات مزيفة، هو أمر مفضوح، وتبين للشعب السوري الطبيعة الحقيقية للذين يتاجرون بمطالبه كذباً ونفاقاً.

إن شعبنا يريد الديمقراطية ويريد التعددية وحرية الرأي والرأي الآخر، ولكنه لا يريد الارتماء في أحضان المستعمرين القدامى والجدد تحت اسم الحرية، ولا في أيدي مشايخ النفط الذين لم تشهد بلادهم دستوراً واحداً في حياتهم. إن الديمقراطية التي ناضل ويناضل شعبنا من أجلها هي الأداة الأمينة المخلصة لتحقيق المشروع الوطني والقومي العربي، وهي الوسيلة الناجعة أيضاً للنضال في سبيل التقدم الاجتماعي وبناء اقتصاد وطني مستقل ومنتج بقيادة القطاع العام والدولة الراعية، وإبعاد شبح الاقتصاد الحر.

إن هذا التفاعل والترابط بين الأهداف الثلاثة الوطنية والاجتماعية والديمقراطية، هو ما يحرص عليه حزبنا بشدة، لا يمكن أن ينجح المشروع الوطني المقاوم إلا باقتصاد وطني مقاوم وعادل يحقق مصلحة العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين وكل العاملين بأجر والمنتجين الصغار، والنضال الطبقي في سبيل مصالح الشغيلة ومطالب العمال لا يتحقق بنجاح إلا إذا كان يجري في إطار من الحريات الديمقراطية، وجميع هذه الأهداف التي ذكرت تجتمع حول خط مرجعي ومركزي هو بناء الدولة الوطنية الديمقراطية، وهو الرافعة الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

أيها الحضور الكريم!

نجتاز في هذه المرحلة الآن الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس للجمهورية، بطريقة الانتخاب المباشر التنافسي، وهي خطوة متقدمة على طريق الإصلاحات التي نفذ بعضها وينتظر بعضها الآخر التنفيذ.

إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد، انطلاقاً من تقييمه لطبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد، إذ إن المهمة الأساسية الماثلة أمامها هي التخلص من الإرهاب والإرهابيين، وعودة الأمان والاستقرار، والسير في طريق تحقيق إصلاحات ديمقراطية واجتماعية، يرى أن السيد الدكتور بشار الأسد قادر، بحكم مواقفه الوطنية الجريئة المجرّبة، على التصدي للمشروع الإمبريالي في المنطقة والمشروع التكفيري، وهو ما أثبتته الأيام.

لذلك ندعو المواطنين السوريين إلى الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع، وانتخاب السيد الدكتور بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية.

المجد والخلود للشهداء!

 

إبراهيم: عمال سورية سباقون في التضحية والفداء من أجل حرية الوطن واستقلاله

ألقى الرفيق حسام إبراهيم، رئيس اتحاد عمال دمشق، كلمة جاء فيها:

الرفيقات والرفاق!

السيدات والسادة!

نلتقي اليوم.. ونحن نعيش أيام مناسبتين عظيمتين، عيد العمال وعيد الشهداء، فتحية إلى العمال في عيدهم.

تحية إلى الكادحين في سبيل لقمة العيش.. والرحمة والخلود للشهداء الذين رووا ثرى الوطن بدمائهم.

الإخوة والأخوات!

لقد كانت سورية، عبر تاريخها عرضة للمؤامرات، ومحطّ أطماع القوى الإقليمية والعالمية، وقدر هذه البلاد وقدر شعبها دائماً، هو الوقوف في وجه الطامعين. ولقد كان الشعب العربي السوري دائماً سبّاقاً في كل شيء، فهذه الأرض التي هي مهد الديانات ومنطلقها، هي أيضاً الأرض التي تحتوي على شعب عرف عنه عدم القبول بالضيم، وعدم الرضوخ للظلم، ولهذا عُلّق أحرار العرب على أعمدة المشانق في دمشق وبيروت في السادس من أيار، ولهذا قدم هذا الشعب ومازال يقدم مئات الآلاف من الشهداء في سبيل التحرر من الاستبداد العثماني والفرنسي.. وفي التصدي للعدو الصهيوني.. وأخيراً وليس آخراً في التصدي لهذا العدو الإرهابي التكفيري الغريب عن أرضنا.. والغريب عن ثقافتنا، والذي يحاول أن يعيدنا عشرات القرون إلى الوراء، وأن ينشر جاهلية لم تعرفها بلادنا في تاريخها.. هذه الحرب التي هي نتاج التحالف التاريخي المشبوه، مابين الرأسمالية العالمية والرجعية العربية، ولكن، بهمّة كل الشرفاء من هذا الشعب، وبهمة الجيش العربي السوري البطل وتضحياته، وبقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وحكمته، فإننا منتصرون، ولقد بدأت بشائر النصر تلوح في الأفق. سننتصر وسنبقى شعباً يعيش بكل مكوناته وأطيافه بسلام ومحبة.

الأخوات والإخوة!

تعيش بلادنا هذه الأيام حدثاً تاريخياً، وهو انتخاب رئيس للجمهورية العربية السورية وفقاً لأحكام الدستور والقانون، وهذا يتطلب منا جميعاً أن نعبئ كل طاقاتنا وإمكاناتنا لحشد أوسع مشاركة جماهيرية.. فالوطن في هذه المرحلة المصيرية، بحاجة إلى جهود كل أبنائه.. وإننا في الطبقة العاملة وإيماناً منا بأن قيادة السيد الرئيس بشار الأسد للمرحلة المقبلة، تمثل حماية للوحدة الوطنية وترسيخاً للثوابت الوطنية والقومية، ومحافظة على الإنجازات والمكتسبات التي تحققت لشعبنا وعمالنا، فإننا نقولها نعم للسيد الرئيس بشار الأسد في صناديق الاقتراع في الثالث من حزيران.

لقد كان عمال سورية عبر تاريخهم المشرف سباقين في التضحية والفداء، والعمل من أجل حرية الوطن واستقلاله، وكرامة المواطن وعزته، وعلى هذا الطريق مازلنا نسير.. نقدم قوافل الشهداء فداء للوطن، ونبني ونعلي بنيان سورية الصامدة الأبية، ونسهم مع كل أحرار العالم وقواه الحية في النضال ضد كل أشكال الاستعمار والاستعباد والتسلط والنهب والاستغلال الإمبريالي الصهيوني.

تحية لشعبنا الصامد الأبي..

تحية لأهلنا المناضلين في الجولان العربي السوري المحتل، ولواء إسكندرون السليب، الذين يواصلون مقاومتهم للاحتلال.

تحية للشهداء (أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر).

تحية لجيشنا العربي السوري الباسل الذي حقق الانتصارات المشرفة.

تحية لأحرار الوطن العربي والعالم، وكل التقدير لمواقفهم المناصرة لسورية في مجابهة العدوان والإرهاب والاحتلال.

تحية لعمال الوطن العربي بقيادة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.

تحية لعمال العالم واتحادهم الطبقي المناضل، اتحاد النقابات العالمي.

كل التحية والمحبة وعهد الولاء والوفاء للسيد الرئيس بشار الأسد، قائد مسيرتنا المظفرة.. وستبقى سورية عصية على كل معتد وطامع.

 

الخانجي: إصلاح القطاع العام وحماية حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها

ألقى الرفيق موفق الخانجي، كلمة باسم النقابيين المكرمين، قال فيها:

أيتها الأخوات.. أيها الإخوة الأعزاء المحتفلون بعيد الشهداء وعيد العمال العالمي!

عيدان متلازمان، إعمار الوطن والشهادة من أجله.

فالرحمة لشهداء الوطن، شهداء الجيش العربي السوري، والرحمة لشهداء الطبقة العاملة وهم أشد بسالة وإخلاصاً.. واسمحوا لي باسم النقابيين القدماء المكرمين في هذا الاحتفال أن أحيي الاتحاد العام لنقابات العمال واتحاد عمال دمشق، اللذين يحافظان على التقاليد النضالية الوطنية والطبقية للحركة النقابية السورية. كما أحيي حزبنا الشيوعي السوري الموحد، منذ تأسيسه في عام 1924 حزباً مبدئياً للعمال والكادحين، ناضل من أجل تأسيس النقابات جنباً إلى جانب النضال ضد الاحتلال الفرنسي. وحضر الرفاق الأوائل المؤتمر الأول لتأسيس الحركة النقابية السورية، والحركة النقابية العالمية في العام 1949.

ناضل النقابيون الشيوعيون إلى جانب القوى الوطنية والتقدمية، من أجل تحديد ساعات العمل والأجور والقوانين العمالية، والشواهد كثيرة في هذا المجال، وكانت لهم مواقف واضحة ورؤيا علمية ومبدئية صارمة.. كما قدموا مشاريع القوانين العمالية، ولعل سورية متميزة بهذه القوانين، وبساعات العمل، والموقف اليساري للطبقة العاملة السورية في مواقفها التاريخية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي متميزة في المنطقة بالروح الوطنية التي جاءت نتيجة نضال القوى الوطنية والتقدمية وأحزاب العمال والفلاحين، وحملت سورية مبادئ الديمقراطية التي تجلت في الانتخابات النقابية وفي القوانين العمالية، وناضلت الحركة النقابية من أجل القطاع العام لتوفير فرص  العمل وحماية الاقتصاد الوطني، وتوفير الخدمات الاجتماعية المجانية كالصحة والتعليم، وهي ميزة ينفرد بها شعبنا السوري. لقد حاول ممثلو الليبرالية الاقتصادية والفساد ضرب القطاع العام والصناعة والزراعة الوطنية، إلا أن حزبنا وحركتنا النقابية جابها هذه المحاولة، وشهد المجلس العام سجالاً كبيراً ضد محاولات الهيمنة الاقتصادية، ووقف حزبنا بحزم ليبين النتائج الكارثية لاقتصاد الفقاعة وهيمنة الرأسمال المالي، على مقدرات الاقتصاد الوطني، وارتهان الوطني للخارج.. ويتحمل الشيوعيون، كما تتحمل الحركة النقابية السورية، مهمة إصلاح القطاع العام، وحماية حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها، وتعديل قانون العمل رقم 17 الذي أجحف كثيراً بحقوق عمال القطاع الخاص، وسمح بتسريحهم، وبذلك أنقص حقاً هاماً من حقوقهم الوطنية.

تحية حارة لحركتنا النقابية السورية.. تحية إلى الطبقة العاملة.. المجد والخلود لشهداء الوطن.. الخزي والعار للذين أراقوا الدم السوري خدمة لأمريكا وإسرائيل.. الموت للعصابات المسلحة وللإرهاب والفكر التكفيري.

 

المصري: من أجل أجر عادل وضمان اجتماعي شامل ومكافحة الفساد والغلاء.. وعودة المهجرين

ألقت الرفيقة إنعام المصري، عضوة المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد، كلمة باسم المكتب النقابي المركزي للحزب، جاء فيها:

أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق!

نلتقي اليوم لنحيي ذكرى الأول من أيار، عيد العمال العالمي، الذي يلتقي به عمال العالم ليعبروا عن تقديرهم لشهداء انتفاضة شيكاغو ولكل من سقط في ميادين النضال ضد مختلف أشكال الاستغلال والقهر والاستعمار، من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والسلم العالمي، وتأكيداً لعزم العمال والشعوب وقواها الوطنية التقدمية على مواصلة العمل والنضال من أجل غد أفضل تنتفي فيه كل أشكال التسلط الاستعماري والعدوان والحروب الإمبريالية، تحت الشعار الكفاحي لمعلمي الطبقة العاملة العالمية كارل ماركس وفريدرك إنجلس: (ياعمال العالم اتحدوا).

أيها الحضور الكريم!

إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد الذي عبر في الماضي ومازال اليوم يعبر عن مصالح الطبقة العاملة في سورية، يؤكد أن الطبقة العاملة السورية لعبت دوراً تاريخياً مشرفاً في الحفاظ على تراثها وتقاليدها الوطنية في الدفاع عن الوطن في جميع الملمات التي واجهته، وقد أسهمت بنشاط في بناء القاعدة المادية للصروح الاقتصادية في سورية، وشكلت أساساً لاقتصاد وطني مستقل إلى حد كبير قادته الدولة عبر القطاع العام، وإن الامتحان العسير الذي تعرضت له طبقتنا العاملة في سورية يعود لتاريخ طويل في الصراع الطبقي الاجتماعي بين البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية التي تحاول الاستيلاء على كل شيء، من أجل زيادة أرباحها على حساب الوطن والدولة ومعيشة أبنائه وكرامتهم، عبر الفساد، مستغلة ارتباطها وتبعيتها للرأسمال الأجنبي، وباقي فئات المجتمع السوري من عمال وفلاحين وكادحين ازداد فقرهم يوماً بعد يوم، إضافة إلى أرباب الصناعة الوطنية وصغار المنتجين.

وفي أزمتنا الوطنية هذه أرادت الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني وشركاؤهم الأوربيون والخليجيون والعثمانيون الجدد أن يطيحوا من خلالها بالدولة السورية المعادية لمخططاتهم، وبكل ما أنجزته اليد العاملة السورية خلال عقود، وبمكتسبات ناضلت من أجلها طويلاً، سرقت المعامل والمصانع والآثار، وهرّبت للخارج، ونهبت خيرات سورية من قمح وقطن ونفط، وخّريت البنية التحتية والخدمات.

إن هذه الحرب المتواصلة والشاملة التي أنزلت بشعبنا وعمالنا ووطننا كوارث إنسانية واجتماعية واقتصادية كبيرة، أصابت الصناعة وأدت إلى تدمير الكثير من البنى التحتية، وقوضت الكثير مما حققناه بعرق عمالنا وجهد كوادرنا وبتضحيات شعبنا، فقد سقط أكثر من أربعة آلاف شهيد من عمالنا وما يقارب ثلاثة ملايين عامل فقدوا عملهم، لكن هذه الحرب عجزت عن كسر إرادة شعبنا، وكان لطبقتنا العاملة دور حاسم في استمرار العملية الإنتاجية والدفاع عن مواقع العمل وإصلاح ما خربته المجموعات الإرهابية السوداء، وماتزال ماضية في الدفاع عن الوطن وعن حقوقها النقابية على حد سواء.

إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد، يحيي عمالنا ويشد على أياديهم، ويثمّن عالياً دورهم في مواجهة العدوان المتعدد الأشكال الذي تتعرض له بلادنا، وهذا ما يستدعي الوقوف إلى جانب طبقتنا العاملة، بهدف تحقيق مطالبها المشروعة من أجل أجر عادل، وضمان اجتماعي شامل، وسكن عمالي، والحفاظ على حقوقها المكتسبة، ومكافحة الفساد والغلاء، وعودة المهجّرين قسراً، ويعاهدها على استمرار النضال معها وإلى جانب الاتحاد العام لنقابات العمال من أجل:

1- العمل ليكون مشروع إعادة الإعمار بأيدٍ وخبرات وطنية، ومساعدة الأصدقاء (دون أي ارتهان) وبما يتيح فرص تشغيل ويقلص نسبة البطالة.

2- تحديد هوية واضحة للاقتصاد الوطني تمكّن من تنمية شاملة لا مكان فيه للسياسات الليبرالية.

3- الحفاظ على القطاع العام الذي أثبت مجدداً أنه سند سورية وحصانتها وسبيلها الأمثل للغد الأفضل، وتوفير فرص العمل.

4- تنظيم القطاع الخاص، وفي هذا الإطار نؤكد رأي الاتحاد العام لجهة تضمين مشروع تعديل قانون العمل رقم17 ضوابط للتسريح التعسفي، وحق التقاضي، إعلاء لسلطة القضاء، وبما يضمن نسف قاعدة (العقد شريعة المتقاعدين)، التي تعني إذعان العمال لشروط مزاجية رب العمل.

5- معالجة أوضاع العمال (الشهداء، المخطوفين، المعتقلين)، بما يضمن عدم تشريد أسرهم.

6- نؤكد في الحزب الشيوعي السوري الموحد وقوفنا مع الطبقة العاملة السورية وحركتها النقابية موحدة بقيادة الاتحاد العام لنقابات العمال، في عيد العمال، مجددين مطالبتنا بالضرب بيد من حديد على تجار الأزمات، لأن من يستغل حاجة المواطن ويستغل الأزمة الراهنة لتكديس الثروات لا يقل خطورة عن الإرهابي الذي يقتل شعبنا ويدّمر وطننا.

تحية لشعبنا الصامد الأبي..

تحية لجيشنا العربي السوري الباسل الذي يحقق الانتصارات المشرفة.

تحية لشهداء الوطن والطبقة العاملة.

عاش الأول من أيار.

رمضان: وهبوا حياتهم وهي أغلى ما عندهم للوطن الغالي

ألقت السيدة رؤى رمضان (زوجة الرفيق الشهيد أحمد عليوي) كلمة باسم أسر الشهداء، قالت فيها:

الرفيق الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد!

أيها الجمهور الكريم!

أحيي باسمكم الأول من أيار، عيد العمال العالمي، وأحيي عيد الشهداء العظيم، وأحيي أبطال الجلاء وشهداءه، والأبطال الذين صنعوا الجلاء يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي والشهيد أحمد مريود.

أيها الجمهور الكريم!

أحيي شهداء الوطن الذين قضوا وهم يدافعون عنه ضد المسلحين التكفيريين والجهلة الظلاميين، كذلك شهداء الحزب الرفاق الأبطال الذين منهم الرفيق إبراهيم قندور والرفيق أحمد العليوي.

هؤلاء الرفاق الذين وهبوا أرواحهم للوطن، ووهبوا حياتهم وهي أغلى ما عندهم للوطن الغالي، الذي احتضنتهم وعاشوا في كنفه.

رحم الله شهداء الوطن والحزب، وشكراً لكم!

الرفاق المكرمون

 أولا – أسرتا الشهيدين، الرفيق الدكتور إبراهيم قندور، والرفيق أحمد عليوي.

 ثانياً – قدامى النقابيين:

 دمشق:

1- ماري منصور

2- زكية جلاحج

3- نديمة يسوف

4- علي إبراهيم

5- موفق خانجي

6- أحمد الريش

7- محمد علي عرابي

8- ميخائيل ديب

 ريف دمشق:

1- سمير حسواني

2- أسعد خوري حنا

3- جورجيت كاترينا

4- محمد ناصر الدين

5- محمد طالب

6- كمال جرمقاني

7- يحيى هلال

8- محمود حليمة

القنيطرة:

1- أحمد موسى

2- نجدت تحقاقة

العدد 1105 - 01/5/2024