في ذكرى أول أيار.. رغم الثورتين عمال مصر يعانون الأمرّين

بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على ثورة 25 كانون الثاني 2011 ضد الاستبداد والفساد، ومرور عام على ثورة 30 حزيران ضد فاشية اليمين المتستر بالدين وضد الإرهاب… مازال العمال يرفعون الشعارات نفسها التي كانوا يرفعونها قبل 25 كانون الثاني في كل احتجاجاتهم العمالية المشروعة التي قاموا بها ضد كل الحكومات التي حكمت وتحكمنا حتى الآن… نعم فكل من تولى رئاسة الحكومة بعد ثورة يناير إلى الآن… كلهم من اليمين المعادي للطبقة العاملة… المنحازين للرأسمال الكبير التابع للولايات المتحدة الأمريكية، والخاضع لشروط المؤسسات الرأسمالية العالمية (صندوق النقد والبنك الدولي)… هي الأفكار نفسها.. (للمستثمر):حرية الاستثمار.. و(للعمال): جوع ومذلة وغلاء أسعار… أين ذهب شعار الثورة في يناير: عيش – حرية – كرامة إنسانية – عدالة اجتماعية؟

فالعيش، مازال العمال يعانون الجوع، غلاء الأسعار، البطالة،  والأجور المتدنية.

والحرية قيدت أكثر بقانون منع التظاهر وفض إضرابات العمال بالقوة،  ورفض إصدار قانون الحريات النقابية.. والكرامة: فما زال العمال يهانون في العمل والإعلام.. ويهانون من أصحاب الأعمال الذين يطلقون الكلاب السعرانة والبلطجية عليهم، لو فكر العمال في الإضراب أو الاعتصام (حدث ذلك في المناطق الصناعية).

أما العدالة الاجتماعية فحدث ولا حرج، فما زال أكثر من نصف الشعب المصري يعيشون تحت خط الفقر ومازال الفقراء يزدادون فقراً… والمحتكرون والأغنياء يزدادون ثراء وتوحشاً… وما زال الحد الأدنى لم يطبق على الجميع ولايكفي حياة حرة كريمة.. وهناك من يتقاضى أكثر من مليون جنيه.

والحزب الشيوعي المصري في ذكرى احتفال العمال بعيدهم العالمي أول أيار 2014 والذي نتذكر فيه شهداء الطبقة العاملة في مصر والعالم، ونستعيد فيه روح التضامن العمالي العالمي، وننادي بوحدة عمال العالم التي هي أملنا في التخلص من الاستغلال الرأسمالي والفساد والاضطهاد الإمبريالي.. وفي اليوم الأول من أيار نفسه نحتفل فيه مع حزبنا الشيوعي بذكرى إعادة تأسيس حزبنا الشيوعي المصري أول أيار 1975 الذي قدم من أجل انتصار الطبقة العاملة المصرية وفي سبيل تحقيق الاشتراكية العشرات من الشهداء والمئات بل الآلاف من المعتقلين على مر العصور منذ تأسيسه الأول عام 1922 وبعد ثورتَي 25يناير و 30 يونيو، في إطار استعداد البلاد لاستكمال خريطة الطريق، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يستمر الحزب الشيوعي المصري (حزب الطبقة العاملة) في النضال مع عمال مصر من أجل انتزاع حقوقنا المشروعة:

1. تنفيذ ما جاء بالدستور، وخاصة المواد التي جاءت فيه لصالح العمال، وكذا المادة 93 الخاصة بالمعايير والمواثيق الدولية التي وقّعت عليها مصر والتزمت بها في الدستور.. وتعديل القوانين العمالية لكي تتماشى مع الدستور.

2. حد أدنى للأجور والمعاشات يكفي حياة حرة كريمة يطبق على كل العاملين في مصر وفي كل القطاعات الصناعية وغير الصناعية.. وحد أقصى يعادل 15 مثل الحد الأدنى دون تمييز وأي استثناءات.

3. عودة جميع الشركات التي خُصصت  إلى القطاع العام، والتي صدر بشأنها أحكام فوراً، وكذا عودة جميع شركات القطاع العام التي بيعت. وتقوية القطاع العام وجعله الركيزة الأولى للتنمية المستقلة، وعزل الفاسدين في الشركات القابضة الذين عملوا على تخسير القطاع العام وبيعه، وإعادة تشغيل الشركات والمصانع المغلقة، وتوفير المواد الخام وقطع الغيار والطاقة اللازمة للتشغيل، وإلغاء قانون الشركات ،203 وعودة كل المفصولين وأصحاب المعاش المبكر الذين صدرت لصالحهم أحكام.

4. إلغاء قانون التظاهر سيئ السمعة، وإطلاق سراح المعتقلين غير المشاركين في أعمال العنف والإرهاب فوراً.. وأيضاً إلغاء القرارات التي صدرت مؤخراً برفع أسعار الغاز والكهرباء، والتوقف عن سياسات تحميل عبء الأزمة على الفقراء والكادحين.

5.العمل على إصدار قانون تنظيم النقابات (الحريات النقابية) الذي شارك في وضعه العديد من القيادات النقابية والعمالية في أسرع وقت، وإجراء الانتخابات النقابية ومجالس إدارات الشركات فور إصدار القانون.

6. تطبيق نظام ضريبي يحقق العدالة الاجتماعية ويعفي الفقراء والكادحين في الحرف البسيطة من الضرائب وجعل الضرائب تصاعدية.. والسجن والتأميم لكل رجل أعمال يتهرب من الضرائب.

7.استرداد أموال التأمينات وفوائدها لصالح المؤمن عليهم من العمال وأصحاب المعاشات.

8.الجامعة العمالية والمراكز الثقافية ملك لجميع العمال بغض النظر عن عضويتهم النقابية.

9.إلغاء القوانين والقرارات المقيدة للحريات، وخاصة حق الإضراب والاعتصام والتظاهر.

10. إلغاء التعديلات التي صدرت على قانون الاستثمار رقم 8 لسنة 1997 والتي تقضي بأنه لا حق في التقاضي بشأن الصفقات والعقود المبرمة بين الحكومة والمستثمرين لغير طرفي العقد، لتعارضها مع نص المادة 97 من الدستور، ولعدم التستر على عمليات الفساد والنهب لأراضي الشعب وممتلكاته.

ويرى مكتب العمال بحزبنا الشيوعي المصري أن مطالب الطبقة العاملة المصرية لن تتحقق إلا بتضامن العمال ووحدتهم وتنظيم صفوفهم في نقابات حرة ومستقلة عن الحكومة وعن رجال الأعمال، ولا يسيطر عليها الأمن، والعمل معاً من أجل رفض الاضطهاد والاستبداد الرأسمالي ومقاومته والعمل على إسقاط كل الفاسدين والرأسماليين الذين يعادون العمال في الانتخابات البرلمانية والمحليات، واختيار القادة العمال أصحاب التاريخ المشرف والمناضلين الشرفاء من أجل الحياة الحرة الكريمة للعمال والفلاحين، واختيار المدافعين الحقيقيين عن العمال والفلاحين،  والمتمسكين بأهداف ثورتي 25يناير و30 يونيو طريقنا للانتصار.

ياعمال مصر! علينا أن نتوحد مع أشقائنا ورفاقنا من العمال العرب من أجل الحياة الحرة الكريمة لكل العمال، ورفض التدخل الأمريكي والصهيوني في بلادنا، ورفض الاستيلاء على ثروات بلادنا لصالح الإمبريالية العالمية ومؤسساتها الدولية، وكذلك من أجل القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه المالية والفكرية.

إن التعاون والعمل المشترك مع العمال العرب من أجل سوق عربية مشتركة لصالح الشعوب العربية ولدعم الاقتصاد العربي.. وللقضاء على الفساد والإرهاب سيجعل الطبقة العاملة العربية تعيش في ظل السلام والأمان والحرية والكرامة والعدل الاجتماعي.

المجد والخلود لكل شهداء الطبقة العاملة وأبناء الشعب المصري عبر كل العصور.

عاش كفاح الطبقة العاملة.. عاش كفاح الشعب المصري.

الأول من أيار 2014

الحزب الشيوعي المصري

مكتب العمال المركزي

 

(الحوار المتمدن)، 5/5/2014

العدد 1105 - 01/5/2024