بأقلامهن: أضغاث سنوات ضائعة

أصبحنا كصناديق بريد مقفلة متجاورين ولا أحد يعرف داخل الآخر، ليبدأ صراخنا وتتزايد أسئلتنا حول نقطة واحدة: من نحن؟؟ سوريون أم عرب، أصحاب مبدأ أم متأرجحون حسب المصلحة؟

جرّدونا من كل ثمين ونادر كبيوت قديمة تنتظر الهدم، وننظر إليك، دمشق، من بعيد..

كمسافر داخل الوطن ملأ حقائبه بخرائط، يعود ليرسم من جديد، كرأس وحش يستعيد ولا يعيد، كأفعى تلتفّ دون أن تعرف حول من، كعقرب يلسع كل من يقترب منه، كحوت، كتنّين، كدراكولا، كوحش عنيد.. نقتل، تفتك، نتآمر.. ونحن نضيع

كابتسامة الجوكندا ننهي النزال بحيث لا نعرف ما إن كانت تبتسم لنا أم تسخر منا…وتبقى دمشق.

كلها أسئلة نتخبط بها وكلمات ومصطلحات، ونحن السوريون في ضياع.

كلما زادت آلامنا وتحطمت قلوبنا وانكسرت احلامنا.. تأملنا القمر، والغيوم الهاربة وخيوط الأمل التي لا تغيب، بل تتوالد دوماً.. نفكّر بالصراخ وما من جرأة تقوى على صراخ الآلات الموسيقية..

ونخرج حفاة إلى طرقات وطن غادرنا واقعاً، وما زال يعانق أجسادنا دامعاً، نعانق المارّة وتستمر سيمفونية القتل بالصراخ، نلامس الأرصفة، ودموع الأمل تفيض بعيوننا مع وجع الفقدان..

نرمي كل ما في حوزتنا من ثياب ونقود واهتمام وأوراق ثبوتية وأقلام، كلها نرميها من نافذة الحلم، من نافذة الحطام..ونرمي بأنفسنا فهؤلاء الذين تآمروا هم المسؤولون عن كل ما يحدث عن ضياعنا، عن أوجاعنا، عن آلامنا، عن حلمنا الذي بات كابوساً.. فهل سنستفيق يوماً؟؟

العدد 1105 - 01/5/2024