في معزوفة السلاح الكيميائي السوري وحقيقتها

Normal
0

false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SA

MicrosoftInternetExplorer4

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”جدول عادي”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

يطرحموضوع الأسلحة الكيميائيةواستخدامها في الأزمة السورية، العديد من التساؤلات، حول هوية مستخدميهامن جهة، والهدف من إثارتها (عالمياً) من جهة ثانية.. في الوقت الذي تتباينفيه المواقف (الدولية) تجاهه، وتظهر خلفية أصحاب هذه المواقف كما تظهر حقيقةالموقف الرسمي السوري وأهميته.

بدايةتجدر الإشارة إلى أن الحكومةالسورية طالبت رسمياً في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الدولي، وإلى الأمين العامللأمم المتحدة بان كي مون قبل أسابيع قليلة، إلى ضرورة التحقيق (الدولي) في حادثةاستخدام مجموعات مسلحة السلاح الكيميائي في بلدة خان العسل في منطقة حلب، ولمتتلق، حتى تاريخه، رداً رسمياً حول طلبها هذا على أهميته الفائقة.

وتأتيإثارة الموضوع في الأيامالقليلة الماضية، دولياً وعلى أعلى المستويات، لتظهر كيفية التعاطي مع هذه المسألةوحقيقته.. ففي الوقت الذي مازالت فيه الأمم المتحدة، وأمينها العام، يترددونفي الإجابة على الطلب الرسمي السوري، حول التدقيق في حادثة خان العسل، فإن اللجنةالسياسية للأمم المتحدة طالبت ب(الموافقة على إنشاء آلية تفتيش دائمة على كاملالأراضي السورية، ودون قيد للدخول إلى كل الأماكن). أي بعبارة أخرى فتح الأراضيالسورية كاملة أمام لجان تفتيش وتدقيق أمام (الآخرين) أولاً، وعدم إدراج حادثةخان العسل خصوصاً للتدقيق والمحاسبة ثانياً، ووضع الطرفين السوريين -الحكومة السوريةوالمجموعات المسلحة الإرهابية (خجلاً)- أمام تحقيق (متساو) عام يمس السيادةالسورية ثالثاً.

وجاءالرد الروسي على لسان ألكسندرلوكاشيفتش، المتحدث باسم الخارجية الروسية، أن (الآلية المقدمة لتنفيذ عملياتالتفتيش مماثلة لتلك التي استخدمت في العراق) عشية غزوه واحتلاله عام 2003. وإذوعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإجراء (تحقيق قوي بشأن مؤشرات احتمال استخدامالسلطات السورية سلاحاً كيميائياً)، مضيفاً أن ذلك (سيغير قواعد اللعبة)، وأنتقييمات الاستخبارات الأمريكية لاتزال أوّلية وغير مؤكدة وغير موثوقة. (لاحظ الاتهامللسلطات السورية دون غيرها، والحديث عن مؤشرات لا عن حقائق وأدلة)، فإن زميلهديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، في مقابلة مع إذاعة (BBC) قبلأيام قليلة،أعلن أنها (أدلة محدودة، لكن كان لدينا نحن أيضاً أدلة متزايدة عن استخدام أسلحةكيميائية على الأرجح من قبل النظام السوري)!

أمانائب وزير الخارجية الروسية،والممثل الخاص الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، وخلال زيارتهإلى لبنان قبل أيام قليلة، أعلن أن (ذرائع التدخل الخارجي، من خلال الإشارة إلىاحتمال استخدام السلطات السورية الأسلحة الكيميائية مرفوض). كذلك تصريح الخارجيةالصينية، في الوقت الذي أكد فيه وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن (القوات السورية لم ولن تستخدم أسلحة كيميائية حتى ولو كانت تملكها… المجموعات الإرهابيةهي التي استخدمت السلاح الكيميائي في بلدة خان العسل).

لقدأعلن الرئيس الأمريكي السابقجورج بوش الابن عن فشل استخبارات بلاده في العثور على أسلحة كيميائية أو أسلحةدمار شامل في العراق. وكرر وزير خارجيته آنذاك كولن باول عن ندمه لاتهام العراقفي مجلس الأمن الدولي حول هذه المسألة. (لكن بعد غزو العراق واحتلاله).. والآنتنضم فرنسا إلى هذا التحالف (الدولي) الثنائي ضد العراق آنذاك ممثلاً بالولاياتالمتحدة وبريطانيا، وهم يقودون تحالفاً دولياً ضد سورية، ويحاولون إيجاد الذرائعللتدخل في شؤونها الداخلية، تارة بذريعة فرض منطقة حظر جوي على سورية، وتارةأخرى بإقامة مناطق عازلة في شمال سورية وجنوبها ومنطقة الحدود اللبنانية – السورية،فضلاً عن إثارة موضوع السلاح الكيميائي مؤخراً كمدخل للتدخل الخارجي.

وإنكانت هذه السيناريوهات الهادفةإلى تكرار ذريعة غزو العراق، في سورية راهناً، لم تجد إجماعاً دولياً، بل رفضاًروسياً – صينياً، وما يمثلانه دولياً، فإنها تظهر حقيقة (لافتة) الدفاع عن المدنيينوحقوق الإنسان والديمقراطية.. إلخ. كما تأتي في الوقت الذي فشلت فيه المحاور (الدولية) والإقليمية والعربانية المعادية لسورية، في شرعنة التدخل الخارجي فيالأزمة السورية،كذلك في مرحلة تحقق فيها القيادة السورية، حكومة وجيشاً وشعباً،انتصارات باتت واضحة تماماً، على المجموعات المسلحة الإرهابية، مستفيدة من قدراتهاالذاتية، ومن عدالة قضيتها، ومن صحة تحالفاتها الإقليمية والدولية، ومن موازينالقوى الدولية القائم، ومن رفض دول كبرى وروابط وتكتلات هامة ومقررة، تكرار مهزلةالعراق وذرائع غزوه واحتلاله. مازال طلب سورية إجراء تحقيق دولي في حادثة خانالعسل قائماً، ومازالت محاولة اتهام سورية باستخدام السلاح الكيميائي مدرجة، ويتسعإطار الانتصارات السورية على أعداء سورية داخلياً وخارجياً، بوصفها إنجازات علىالأرض تحسم كل هذه التفاعلات والاتهامات أيضاً. في الوقت الذي لايزال فيه (المجتمع الدولي) يغض النظر عن السلاح النووي العسكري الإسرائيلي ومخاطره الكارثية،ويمارس الازدواجية والكيل بمكيالين في منطقتنا بأفقع وأبشع صورها.

العدد 1105 - 01/5/2024