هذه النهاية

أهذه نهاية ثورتكم ومعارضتكم المظفرة؟ منحة من الأمريكان بمبلغ 27 مليون دولار ومكتب لكم في واشنطن!؟ مع رفع التمثيل (على مستوى دبلوماسي؟) وما ذلك إلا عملية فقاعات هوائية فارغة لرفع معنويات ما تبقى من ما يسمى بمعارضة الخارج التابعة للغرب وأمريكا، وكذلك فعل البريطانيون، كانوا أكرم من الأمريكان ومنحوكم 50 مليون دولار، بعد أن أعلموا الجربا أنه لايوجد سلاح ولا تدخل عسكري ولا إسقاط نظام، أما بعد اجتماعات ما يسمى بأصدقاء سورية، فكان السخاء إعلامياً بدعم المعارضة بأسلحة ومعدات غير فتاكة.. فهل بقي أحد من المعارضين يراهن على المعارضة والثورة؟

لقد باعوا ما تبقى منها للأمريكان والإنكليز، وأظن أنها ستكون الدفعة الأخيرة أو ما قبل الأخيرة. ثم إذا كنتم لا تزالوا تراهنون على أمريكا والغرب، فهم ورطوكم وأغدقوا عليكم الوعود الكذابة، وصوروا لكم أن الأزمة ستنتهي بسقوط النظام خلال شهور لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.

وإذا استعرضنا ما توصلتم إليه خلال أكثر من ثلاث سنوات، طالبتم بإسقاط النظام فلم يتحقق، طالبتم ووعدوكم بإجراء حظر جوي، كذلك تبددت أوهامكم، طالبتم بعقوبات تحت الفصل السابع فلم يمر، وخلال أكثر من ثلاث سنوات طالبتم بالتدخل العسكري من الناتو والغرب وأمريكا لحسم الموقف فلم يكن صدى لكل ذلك، و فشلت كل المحاولات بسبب الفيتو الروسي والصيني ودعم دول البريكس وجنوب إفريقيا والدول الصديقة لسورية ولشعبها. وصمود الشعب السوري وجيشه الباسل ضد كل فلول الإرهاب والتكفير، أججتم الفتنة الطائفية فكان من إنجازاتكم تدمير الجزء الأكبر من سورية، من البنية التحتية للاقتصاد السوري من معامل، ومصانع ومشافي ومدارس وسكك حديدية وخطوط غاز، إضافة إلى تدمير وسرقة المعامل والبيوت والمنشآت الخاصة والحكومية، إضافة إلى الكنائس والمساجد ودور العبادة. والآن انتهى المطاف بكم ببضعة دولارات ومكتب لكم في واشنطن ولندن، ودون أي قيمة تذكر.

بالله عليكم هل لكم أن تذكروا لي ميزات هذا المكتب؟ حتى مع رفع نسبة التمثيل إلى دبلوماسي؟ فما هي الصفة الدبلوماسية التي يمكن أن تمارسوها؟ فهل لكم الصلاحية بإدارة معاملات المواطنين السوريين والعرب والأجانب المقيمين في أمريكا وإنكلترا وتسهيلها، وأن تحلوا محل البعثات الدبلوماسية السورية والمرتبطة بالدولة السورية؟ سيبقى المصدر الوحيد الرسمي والمشرع والمعترف فيه محلياً ودولياً البعثات الدبلوماسية السورية الرسمية، هي التي تصدر سمات الدخول إلى سورية للأجانب، وهي المخولة بإصدار جوازات السفر السورية وتمديدها، إضافة إلى بقية المعاملات الإدارية والشخصية.

حتى إن مؤتمر جنيف (1 و2) كان مصيرهما الفشل، وخلال هذه الفترة انطلق قطار المصالحات الوطنية التي تمت في العديد من المناطق والمدن والبلدات السورية، وتم القضاء على الإرهاب وتمت مصالحة سورية سورية، وكان آخرها إخراج المسلحين والإرهابيين من مدينة حمص القديمة بعد أن تم تدميرها وسرقتها. ومن متابعة ما عُرض لم يبقَ أمام السوريين إلا حل وحيد لا غير، وهو الحل السياسي وطاولة الحوار والاستمرار بعمليات المصالحة لتشمل كل المدن السورية، والجلوس إلى طاولة الحوار والبدء بتنفيذ الحلول التي يتوصل إليها الفرقاء السوريون المحافظون على وحدة الوطن وبقائه واستمراره، والبدء بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين و تقديمهم إلى المحاكمة، وفتح صفحة جديدة يكون عنوانها الوحدة الوطنية، والبدء بعملية الإعمار والنهوض ببناء سورية الحديثة، سورية الحرة الديمقراطية سورية السلام لأهل السلام.

العدد 1105 - 01/5/2024