دعم الشهداء واجب وليس مكرمة من أحد

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها سورية، تصارع آلاف من أسر الشهداء بصمت من أجل البقاء، سعياً لتأمين لقمة العيش بعد أن فقدت معظم هذه الأسر معيلها الوحيد قرباناً على مذبح حرية الوطن وكرامة شعبه، فلم تكد تجف دموع أفراد الأسرة حتى اصطدموا بغياب مصدر الدخل الوحيد من جهة، وتضاعف أسعار السلع وانخفاض قدرة العملة الشرائية في جهة أخرى، وفي ضوء هذه الحالة اضطلعت العديد من المؤسسات والفعاليات بدورها في دعم أسر الشهداء والجرحى وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم والاهتمام بتعليم أبناء الشهداء وتقديم الخدمات الاجتماعية التي تمكنهم من الاعتماد على الذات لاحقاً.

مبادرات وفعاليات كثيرة انطلقت على امتداد الأراضي السورية، ولكنها مبادرات محلية لا تصل إلى معظم أسر الشهداء من مدنيين وعسكريين، إضافة إلى أسر المصابين والجرحى، وخاصة من منعتهم إصابتهم من معاودة العمل من جديد، فالمطلوب اليوم العمل على وضع قوانين وخطط فاعلة مع تطبيقها على أرض الواقع بسرعة، تكفل تقديم مخصصات مالية مع توفير الرعاية الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الكثيرة والمتعددة والتي من شأنها أن تؤمن حياة كريمة لأسر الشهداء والجرحى، مع التأكيد على أهمية تفعيل دور المجتمع المدني في حصر دقيق لأسماء شهداء المدنيين من أجل سداد هذا الدين الوطني، والوفاء للشهداء بدعم أسرهم وبتخليد ذكراهم، مع حصر أعداد الجرحى والوقوف على درجة إصاباتهم والإعاقات الناتجة عنها، إضافة إلى ضرورة تبني المبادرات وتفعيلها على مستوى الوطن كاملاً، وذلك واجب وطني نقدمه تجاه من ضحى بكل إخلاص وبذل الروح دفاعاً عن هذا الوطن ومقدساته.

إن كل ذلك قد يسد جزءاً يسيراً من الدين للشهداء الذين يستحقون منا كل تقدير واحترام وإجلال، وأن نبذل كل طاقتنا لإحياء ذكراهم وتمجيدها ورعاية أسرهم.

العدد 1105 - 01/5/2024