مشاريع شبابنا

تتسم بلادنا بوجود الكثير من المشاريع والمحال التجارية والمنتجات التي تنتشر في السوق؛ ولنجاح أعمالاً كهذه كان لا بد من لمسة خاصة وإبداع وتميز، لأن الزبون يبحث عنهم. وبهذه الظروف ولأن هناك العديد من الشباب السوري يعاني عدم توافر فرص عمل أصبح يفكر بأن يصنع لنفسه عملاً خاصاً، ولأن العمل الخاص يحتاج إلى الكثير من التفكير والتخطيط والمغامرة والإبداع، هذا شكّل لديهم بعض التردد نتيجة قلة المعلومات وخوف المخاطرة.

إن عيادات العمل تسعى لأن تكون بجانب كلّ شابٍّ مبدعٍ ورائد، عملت لأن يكون لديها برنامج تدريبي متكامل ومجاني تقدمه للشباب ليستفيدوا من الخبرات الموجودة في العيادات، ومن ذلك البرنامج المدروس، فيكونوا قادرين على اتخاذ قرار البدء في مشروعهم الخاص، بعد تدريب يتلقونه داخل عيادات العمل يتضمن المعلومة المتميزة مع توليد الأفكار من العصف الذهني، مع ألعابٍ لها هدف فائدة التعرف على السوق والانتباه لمخاطره والقدرة على تجنبها لاحقاً، في جوٍّ تفاعليًّ رائد ليجعل من صورة التدريب لوحةً متكاملة الجودة والفائدة التي سيبدأ المستفيد خلالها الشعور بأنه رويداً رويداً قد ألمّ بجوانب السوق، فينتقل إلى المرحلة الثانية التي تجعله يهتم بتفاصيل مشروعه من النواحي الفنية والمالية والتسويقية ، أي (الجدوى الاقتصادية).

هدف الورشة – تأسيس مشاريع صغيرة- هو جعل كل مبدع ورائد أعمال وموهوب صاحب فكرة يأخذ خطوة للبدء بالتخطيط لأشياء صغيرة تكون بداية لطموح كبير، فيستطيع الشباب الدخول في عالم الحرف اليدوية البسيطة أو المهن اليدوية أو التي تتطلب أدوات غير مكلفة، وحتى أن يدخلوا في مجال التجارة الصغيرة جداً ضمن أمورٍ يرغبونها أو قد درسوها، والأكثر روعةً هو قدرتهم على تلبية حاجات ورغبات الزبن مع أسعارٍ مدروسة ليستطيعوا الدخول في لعبة السوق. ولأن أفكار المشاريع تحتاج إلى تطبيق، والتطبيق يحتاج إلى مال، فقد عملت عيادات العمل – جامعة دمشق على التعاون مع مؤسسة الوطنية وجرى الاتفاق بينهما على تقديم القروض لمستفيدي عيادات العمل أصحاب المشاريع الصغيرة، وستكون تلك القروض بأقساط مريحة جداً وبفوائد بسيطة.

ومنها انطلق شعارنا في برنامج تأسيس المشاريع الصغيرة الذي يقول لكل صاحب فكرة مشروع صغير: (منّك الفكرة ومنا التدريب والتمويل لتكون فكرتك اليوم .. مشروعك بكرا)!

وبالفعل بدأ مستفيدو عيادات العمل – جامعة دمشق بالحصول على تدريب تأسيس مشاريع صغيرة، على أمل أن تبدأ مشاريعهم بالانطلاق نحو السوق بأفكارهم المبدعة التي تلبي حاجات السوق ضمن الظروف الراهنة. وهذا إن يدل فإنه يدل على مدى يقين الشباب بأنهم قادرون بأفكارهم أن يفكّوا حصار سورية، فيجعلوها قادرة على الاكتفاء الذاتي وعلى صناعة قوتها بزنود أبنائها ، وتخديم حاجاتها بفكر شبابها وريادتهم.

ونذكر أن المشاريع الصغيرة لها فائدة كبيرة في تخفيف البطالة ودعم الاقتصاد الوطني وتشغيل أيدٍ عاملة أكثر فأكثر، فتزدهر بذلك البلاد وينعم سكانها باكتفاء ذاتي وقوة اقتصادية تكبر مع الزمن.

العدد 1105 - 01/5/2024