وتمضي لحظاتنا

أحدث أن حدّقت في صورة لك التقطتها منذ عدّة سنوات؟ ستندهش لملامحك التي افتقدتها الآن، قد تكون ابتسامة ما قد خرجت عفوية وقتذاك، أو نظرة عين كنت سابحاً فيها، هي صورة قديمة تحاول أن تتذكرها بكل تفاصيلها لكنك لن تراها كما لو كانت حديثة الالتقاط.

أحيانا تمضي بنا الأيام والسعادة تلوح في أفقنا لتبقى كشمس تسطع لتنير علينا حياتنا، ولكن عندما تتغير الظروف وتتغير الأماكن تذهب تلك السعادة، لنعتقد أن الأماكن هي السبب بهذه السعادة، فيعود بنا الحنين الى ذلك المكان..

نعم كل شيء يتبدل مع الرحيل وكلّ يمضي إلى ليلاه إلى زمنه، إلى أحلامه وخيباته، لنبقى بين الذكريات والنسيان..

وتأتينا لحظات نفضّل فيها أن نختفي في الظلام ونتمسك بالوحدة بين جدران غرفتنا، لكن فجأة تعود رغبتنا بقليل من الضوء ينقذنا من ذلك الظلام نستنجد به فنشعل شمة.. وهذه الشمعة هي التي ستعود بنا الى أمل بفرج قريب قد يكون بانتظارنا، أمل بالتغيير نحو الأفضل كولادة القمر التي تتكرر دوماً وننتظرها لتعدينا بالتفاؤل والرغبة في الحياة، فالقمر يضيئنا من الخارج والداخل ليخلّصنا من الظلام ويذكرنا بالأوقات والأماكن الجميلة التي كنا نترقبه فيها ومنها، ونتذكر بالتالي الناس الذين كنا نعيش معهم والتفاصيل الصغيرة التي كانت تمر بشكل عادي، لكن عندما نتذكرها ندرك كم كانت جميلة ورائعة، ويعود الحنين..!!

فما أجمل تلك اللحظات التي كنا نعيشها بحلوها ومرّها، هي لحظات تمضي ونمضي معها إلى مستقبل علينا أن نتهيأ له ونكون أقوياء نواجهه بكل ما أوتينا من حب ورغبة في الحياة.

العدد 1105 - 01/5/2024