يحيا السلام!

يحكي العرض قصة بائعة الكبريت، تلك الفتاة الطيبة التي توفيت والدتها وهي صغيرة، فأخذها زوج أمها الظالم الذي كان يعاملها أسوأ معاملة وجعلها تبيع الكبريت على زقاق الطرقات الباردة الخالية من الناس في منتصف فصل الشتاء، ولم يكن لديها سوى كسرة خبز صغيرة قد خبأتها في سلّتها، ورغم ذلك أخذ زوج أمها الجشع تلك القطعة، فلم يبقَ لديها سوى علبة الكبريت التي حاولت جاهدة بيعها ولكن دون جدوى، وبقيت تلك الفتاة المسكينة في الشارع تعاني مرارة الجوع والبرد القارس، فقامت بائعة الكبريت بإشعال أعواد الثقاب كي تتدفأ بنارها، وما إن أشعلت أول عودٍ من أعواد الثقاب حتى بدأت تحلم أحلاماً جميلة، ولكن لا وجود لتلك الأحلام على أرض الواقع، كان أول حلمٍ لها أن يعم السلام وتتوقف الحروب كي تنعم بطفولة هادئة، كانت تحلم أن تلعب مثل بقية الأولاد، فظهرت لها سيدة الأمنيات الطيبة التي حققت لها ذلك الحلم، ولكن للأسف عندما انطفأ عود الثقاب استيقظت بائعة الكبريت من حلمها، فأشعلت عوداً آخر من أعواد الثقاب كي تحلم حلماً جديداً، كان حلمها الثاني هو أن تزور جزيرة المرح.. تلك الجزيرة الخيالية التي طالما حلمت بزيارتها.. ولم تستطع أن ترى تلك الجزيرة إلا في أحلامها.. وينطفئ عود الثقاب مرة أخرى مطفئاً معه ذلك الحلم الجميل، وهنا قررت أن تشعل كل الأعواد كي تحلم بأمها التي اشتاقت لرؤيتها كثيراً.. وعندما أشعلت كل الأعواد ظهرت لها أمها في آخر حلمٍ لها وبدأت تراقصها وتلاعبها.. وهنا غفت بائعة الكبريت على حضن أمها التي تركتها في آخر الحلم.

العمل هو إسقاط غير مباشر للواقع الأليم الذي يعيشه طفلنا السوري في ظل ظروف الحرب الصعبة.. ذلك الطفل الذي عانى ومازال يعاني ويلات الحرب المأساوية التي جردته حتى من أبسط حقوقه وهو الحلم.

بدأ عرض المسرحية، وهي مأخوذة عن قصة (بائعة الكبريت) للكاتب هانز أندرسون. (تأليف طلال لبابيدي وإعداد وإخراج كمال بدر)، يوم السبت 10-4-2014 على مسرح العرائس والطفل جانب معهد باسل الأسد في تمام الساعة الرابعة ظهراً.

العدد 1105 - 01/5/2024