رحيل باتريك سيل مؤلف «الصراع على سورية»

سيشيع بتاريخ 22 نيسان 2014 جثمان الكاتب باتريك سيل، الذي يوصف أنه (صديق سورية)، ومؤلف كتاب (الصراع على سورية) الذي تناول فيه التاريخ الحديث لدولة عدّها (سيل) محور السياسة العربية.

وقد توفي سيل بعد عملية جراحية في الدماغ.

لم تنجح الجراحة في استئصال الورم بالكامل، وكان باتريك مطلعاً على تقدم الداء وعلى صعوبة المعركة، لكنه ظل حتى الأسابيع الأخيرة، قبل غيبوبته، على صلة بما يستطيع من مباهج الحياة في لندن، من ارتياد المطاعم التي كان يحبها، إلى التجوال في الحدائق العامة متكئاً على عصاه وعلى كتف أبنائه.

ينتمي باتريك سيل إلى جيل الصحافيين البريطانيين الذين عايشوا من قُرب أحداثَ المنطقة العربية وانغمسوا فيها.. ساعده تخصّصه في تاريخ الشرق الأوسط من جامعة أكسفورد على اكتساب الخلفية الأكاديمية. ومثل ديفيد هيرست وروبرت فيسك وسواهما من الصحافيين، كانت معايشته الدقيقة لأحداث منطقتنا سمة غالبة على مقالاته وحواراته.

غير أن اسم باتريك سيل عندما يُذكر يبقى مرتبطاً، بصورة أو بأخرى، بتطورات الوضع السوري، فكتابه (الأسد والصراع على الشرق الأوسط) أصبح مرجعاً لا غنى عنه لكل باحث في التاريخ السوري، في مرحلة حكم  الرئيس حافظ الأسد وما رافقها من صراعات داخلية وإقليمية بين سورية وجيرانها، والأمر نفسه ينطبق على كتابه (الصراع على سورية). وربما بسبب ما حققه الكتابان وما حظي به سيل من تقرّب من الأسد ومن دائرة القرار السوري في ذلك الحين، شعر أنه مدين بالوفاء لسورية، وظل يدفع تكاليف هذا الدّين حتى النهاية.

العدد 1104 - 24/4/2024