مظاهرات شعبية عارمة في حلب والرقة والحسكة ضد الإرهابيين

لم يمر وقتٌ طويل حتى اكتشفت جماهير المدن والبلدات التي وقعت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، حقيقة المشروع الذي تعتزم تطبيقه على الأرض السورية في حال استتباب الأمر لها.

فبعد تدمير المنشآت العامة ونهبها وتقويض أركان الاقتصاد الوطني وتبديد موارده، بدؤوا بتغيير نمط الحياة المتسامحة الوديعة التي كان يعيشها الناس منذ آلاف السنين.. فقد حطموا الأوابد الأثرية، واعتدوا على النصب التذكارية التي تعيد إلى الذاكرة الوطنية بعض الأمجاد التاريخية والقامات الأدبية والثقافية التي يعتز بها شعبنا ويتباهى بها أمام العالم، مثل أبي العلاء المعري وغيره.. وأجبروا السكان على عادات لم يألفوها، حتى في أكثر البلدان تخلفاً في العالم، وقيدوا حرية النساء والفتيات، وأقاموا ما أسموه بالمحاكم والهيئات الشرعية التي لا تعترف بأي قانون وضعه البشر لتنظيم حياتهم، وأخذوا يبثون الكراهية والتمييز بين الناس على الهوية يصل أحياناً إلى حد الذبح.

لكن شعبنا الذي يعيش هذه الظروف الصعبة في المدن والبلدات التي يسيطر عليها هؤلاء، لم يستكن لهذا الواقع، فقامت مظاهرات شعبية عارمة في كل من حلب والرقة وجنوب الحسكة، تطالب المسلحين بالخروج منها، وتستنكر سلوكهم ومعاملتهم للمواطنين. ولن تتوقف هذه التحركات الشعبية حتى خروجهم منها وإعادة بسط سيادة الدولة عليها.

العدد 1105 - 01/5/2024