إسرائيل تتدخل مباشرة في الأزمة السورية

أكدت إذاعة (بلوس) التشيكية أن إسرائيل تتدخل مباشرة في الأزمة القائمة في سورية بشكل غير معلن، مشيرة إلى أنها تمتلك اتصالات مباشرة مع ما تسمى (بالمعارضة المعتدلة)، وأقامت لهم مشفى ميدانياً عند الحدود عولج فيه حتى الآن أكثر من 1000 مسلح ومدني.

وأضافت في تقرير لها بأنه عولج في هذا المشفى أيضاً قائد ما يسمى بالمجلس العسكري الأعلى للمعارضة السورية عبد الله البشير، كما خضع لاحقاً في إسرائيل لدورة تدريبية.

وأشارت إلى أن (المعارضة السورية) الموالية للغرب تريد إقامة علاقات صداقة مع إسرائيل، ولذلك عبرت، في رسالة وجهتها إلى الرئيس الإسرائيلي الجديد رؤوفين ريفلين لتهنئته بانتخابه، عن الرغبة بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في المستقبل.

وأضافت بأنه وفق المصادر غير الرسمية فإنه توجد في سورية مجموعة صغيرة من الكوماندوس الإسرائيليين، وأن إسرائيل تقوم عن طريق طائرات من دون طيار بتجميع معلومات استخباراتية فوق سورية وتقوم بتزويد المعارضة (المعتدلة) ببعضها.

ولفتت إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل تراقب تحركات الجهاديين عند حدودها إلا أن العدو الرئيس لإسرائيل يبقى حزب الله، الذي على الرغم من أنه يقاتل في سورية إلى جانب الرئيس بشار الأسد إلا أنه قام في آذار بإيجاد الوقت لوضع عبوات بالقرب من الحدود مع إسرائيل أدت إلى جرح 4 جنود إسرائيليين.

وعلى الرغم من أن الجهاديين يبعدون الآن 300 متر فقط عن الدوريات الإسرائيلية إلا أنهم لا يريدون مهاجمة إسرائيل الآن، وأولويتهم هي الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وتابع إذا ما نجحوا بذلك فمما لاشك فيه أنهم سيهاجمون لاحقاً إسرائيل، ذلك أنهم لا يعترفون بها.

وأضافت أنه وفق النظرة الإسرائيلية فإن الحرب في سورية ليس فيها منتصر محتمل، وأن الوضع سيكون خطيراً أيضاً بالنسبة لها في حال تقاسم سورية من قبل مجموعات مختلفة.

وأكدت أن الحدود الشمالية الشرقية لإسرائيل التي لم يسجل فيها أي حادث جدي خلال 0_ عاماً قد تغيرت وانقلبت إلى منطقة للصراع النشط زاعمة أن إسرائيل انجرّت رغماً عنها إلى الحرب الأهلية في سورية.

 

متمردون.. جزارون

ونشر المحلل السياسي بيتر شنور مقالاً مطولاً في صحيفة (برافو) تحت عنوان الدولة الإسلامية.. أمس متمردون واليوم جزارون! أشار فيه إلى أن التدخل الغربي في ليبيا وسورية والتطورات الحالية في العراق وأوكرانيا تكشف مدى السعي الكثيف الذي تقوم به الولايات المتحدة للمحافظة على هيمنتها التي سادت العالم بعد انهيار الكتلة الشرقية.

وأضاف أنه على موجة هذا السعي تنشط أيضاً بريطانيا وفرنسا وتركيا وفق مقولة (شيء مقابل شيء) وتحاول تعزيز تأثيرها في مناطق تعتبرها تقليدياً تابعة لها. أما الآمال بتخلي أوباما عن عقيدة بول وولفوويتز (منع خلق اي منافس عالمي مهما كان الثمن) وسياسات بوش كلينتون وبدء مرحلة من التعاون فقد تلاشت بل على العكس يتم الآن أمريكياً تفسير أي محاولة لانتهاج سياسة مستقلة اقتصادياً وخارجياً بأنها عمل عدائي للولايات المتحدة.

 ورأى أن بلورة القوى الإسلامية المتشددة ضمن أشكال تنظيمية وهيكلية في ليبيا وسورية وأوكرانيا ليس لها أي شيء مشترك مع الأفكار الديمقراطية لا يمكن تفسيره خارج إطار الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة.

وأكد أن الالتفاتة الأمريكية نحو العراق قد جاءت بعد أن أخفقت واشنطن في تكرار السيناريو الليبي في سورية، رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها. أما في أوربا فقد تعلق الأمر بمنع أوكرانيا من الدخول إلى المجال الاوربي الآسيوي الاقتصادي السياسي، والعمل على تكاملها في الوقت نفسه مع الأطر الأطلسية، رغم إدراكها الكامل بأن ذلك سيعني لروسيا، لعدة أسباب نقطة عصيبة.

ورأى أن العراق كان يمكن أن يصبح جزءاً من منطقة تقع خارج التأثير الامريكي تمتد من لبنان إلى إيران عبر سورية كما أن هذه السلسلة تظهر قرباً جغرافياً من تجمع معاهدة شنغهاي أي من الصين وروسيا كما أن العديد من خطوات رئيس الحكومة نوري المالكي الاقتصادية والسياسية قد أشارت إلى أن هذا التقارب يمكن أن يكون سياسياً مع تجمع شنغهاي.

وأضاف أنه في ظل هذا الوضع فإن التطورات الجارية الآن في العراق لا تبدو بأنها إخفاق للسياسة الأمريكية هنا، وإنما بداية فرصة ثانية، فكردستان المسلحة ليس بالضرورة أن تستخدم السلاح المقدم لها ضد الدولة الإسلامية، وإنما ضد الحكومات المركزية في بغداد ودمشق لتحقيق مطالبها الخاصة بها ولاسيما إقامة دولة مستقلة.

وأشار إلى أن داعش قد مارست الإرهاب بداية العام ضد الأكراد وبقية الأقليات في شمال سورية، فيما تغاضى الغرب عن ذلك مع أن سورية لا تزال إلى اليوم تعاني من نشاطات من يوصفون غربياً بالمتمردين، ويتم تقييم احتلال هذه المجموعات لحقول النفط في سورية بشكل مختلف عن حقوق النفط العراقية، رغم أن الدولة الإسلامية تموّل من بيع النفط في سورية نشاطاتها العسكرية على النطاق العالمي.

واتهم الغرب بالتغاضي منذ أكثر من عام عن جرائم المجموعات المتطرفة، أما الآن فإنه بدأ يتحدث عن الواجب الأخلاقي، بل والعسكري الذي يفرض التصدي للمتطرفين، والأهم تسجيله نقاط في كردستان، مشيراً إلى أن المساعدات السياسة والعسكرية لا تقدم إلى الحكومة المركزية في بغداد وإنما إلى كردستان، وهذا هذا الفرق في الجهة التي تتجه إليها الأسلحة يفسر لنا الاهتمام الإعلامي والسياسي الكبير الذي أولي لموضوع اليزيديين العراقيين.

وأضاف أن الولايات المتحدة رفضت في أيار تقديم طائرات عسكرية إلى العراق ورفضت أيضاً تقديم الدعم الجوي مع تقدم الميليشيات المسلحة في العراق، كما لا ننسى أيضاً أن أوربا تتقن استغلال كل مأساة إنسانية لإزالة المحظورات والتشريعية القانونية، التي تعيق إرسال الأسلحة إلى مناطق التأزم.

العدد 1104 - 24/4/2024