في ظرفنا الاستثنائي على حكومتنا تعزيز صمودها

لاتفي الحكومة بوعودها على الإطلاق، لاسيما المتعلقة بحياة الناس المعيشية، وتأمين المواد التي تمس أمنهم الغذائي في أحد أوجهه، وتوفر لهم المواد الغذائية بأسعار مناسبة، تحد من جماح تصاعد الأسعار في الأسواق، وتلجم حالة الفلتان والجنون التي باتت سمة أسواقنا بامتياز.

أشهرٌ والحكومة تُطمئِنُ المواطن بأنها اتخذت كل (الإجراءات التي تعزز صموده)، ومن هذه الإجراءات، استيراد الفروج المجمد من إيران، واتخاذ قرار بإضافة عدد من المواد الغذائية كالبرغل والشاي والزيت والسمنة، لسلة الدعم الغذائي، عبر القسائم التموينية أو البطاقات العائلية، كما أنها وعدت كل أسرة بتزويدها ب 400 ليتر مازوت استعداداً لفصل الشتاء، وبالسعر الحالي، وغيرها من الإجراءات التي لانشك أبداً أنها تصب في مصلحة المواطن في نهاية المطاف، وتخفف عنه عبء قسوة الحياة المعيشية، وتعزز تمسكه بإرادة التصدي لكل عدوان مهما كانت الظروف والموازين.

أشهر ولم يتحقق شيء من هذه الوعود، وعندما قالت الحكومة في منتصف تموز الماضي، إنها غداً ستوزع المواد الغذائية المضافة إلى البطاقة العائلية، استبشر مواطننا خيراً، لكن وعد الحكومة كان خلبياً ووهما جديداً يضاف إلى سلسلة الأوهام الأخرى. أشهر والحكومة تعد المواطن بتأمين الحد الأدنى من مستلزمات الحياة المعيشية، دون أن تتحرك خطوة واحدة لتفي بوعدها، وبالنتيجة المواطن متروك ليواجه كل صعوبات الحياة وتحدياتها وحيداً بلا معين أو داعم. المشكلة في كل ذلك، وغيره أيضاً، أن معظم الإدارات الحكومية، لا تعمل بعقلية الأزمة وإدارتها، ولا تعمل بأن طبول الحرب والقتل والعنف قرعت مراراً، ولا تعمل على أساس أن المواطن الفقير والضعفاء اقتصادياً وغيرهم هم المتضررون من كل ذلك. ببساطة إنها تعمل وإجراءاتها وتفكيرها في واد آخر بعيد جداً عن الواقع.

العدد 1105 - 01/5/2024