ضاحية قدسيا… وما يعانيه المواطنون الدراويش!

فصل الشتاء القارص لم يعد على أبواب الدخول، بل أصبح أقرب إلى باب العبور، والحصول على المازوت الموعود للتدفئة مازال أملاً لأكثرية المواطنين الدراويش المسجلين بالدور في البلدية وغيرهم.. وقد توفر الآن بعد أن رفع سعر الليتر إلى 35 ل.س، ولكنه يباع ب40 ل.س، يضاف إليه (البخشيش) لسائق الصهريج ومعاونه. ولكن هل ستتحمل جيوب الفقراء الأسعار الجديدة؟

تمت خطوة إيجابية بفتح فرن للخبز في الضاحية، ولكن عليك الانتظار 3 ساعات على الأقل لتحصل على خبز ب50 ل.س، نتيجة الازدحام الشديد، وخاصة مع مجيء الكثير من سكان المناطق الساخنة إلى الضاحية. في هذا البرد القارص الذي تتجمد فيه الأرجل من الوقوف في الصف، المهم أنك ستحصل على الخبز ولو بهذه التكلفة ورغم المنغصات التي نشاهدها بتجاوز الدور من وراء الأبواب.

أما مشكلة المشاكل إلى جانب ارتفاع الأسعار الجنوني بالمواد التموينية: كيلو البصل 85 ل.س، فاصوليا خضراء 190 ل.س، كيس المحارم كان ب40-50 ل.س فأصبح ب125!

أما المشكلة الأخرى فهي قضية الغاز.. فمنذ ثلاثة أشهر حدث شيء من الانفراج، بأن تسلم الأسطوانة الفارغة يوم السبت بموجب دفتر العائلة، وتحصل على أسطوانة ملأى بعد يوم أو يومين ولو دفعت 600 ل.س ووقفت في الدور ساعتين. إلا أن الأمر اختلف منذ شهرين، فنُقل المكان إلى بناء المؤسسة الاستهلاكية الذي لم يستكمل بعد، كما استبدل الطاقم المشرف على التوزيع.. فلأجل أن تسلم الأسطوانة الفارغة، عليك أن تقف في الصف ساعات حتى (يشرّف) الموظف المحترم ويبدأ باستلام الاسطوانات الفارغة، وأن تنتظر ساعات في اليوم الثاني أو الثالث لتستلم الأسطوانة الملأى.

في السبت الماضي اصطف الناس ليسلموا الأسطوانات الفارغة حسب اللائحة المعلنة قبل يوم 250 عبوة، ففوجئ الناس بعد أن شرّف الموظف وبدأ باستلام الأسطوانات بتبديل الورقة بورقة أخرى.. إن العدد الذي سيستلم من الأسطوانات هو 150 أسطوانة فقط، فثارت ثائرة الناس الذين ضاقوا ذرعاً من الانتظار، فحصل مشادة بين بعض المواطنين والموظف، ومُزقت الورقة المعلنة. فما كان من الموظف المحترم إلا أن أغلق المحل رافضاً استلام أية أسطوانة فارغة، وعاد الناس إلى بيوتهم بخفي حنين.. وقد عجزوا عن فعل أي شيء آخر!

فهل هكذا يعامل ويكافأ هذا الشعب الذي ليل نهار تتغنى وسائل الإعلام بصبره وتضحياته في هذه الأزمة؟ والسؤال أيضاً: لماذا بُدل الرقم المعلن للاستلام من 250 إلى 150؟ الجواب: أن الفرق سيباع بالأسعار الاحتكارية الفاسدة إلى زبن غير مسجلين بالدور وغير منتظرين بالصفوف، وهناك شواهد على ذلك. وفي الموعد التالي ب25/1/2013 ذهب المواطنون بفوارغهم منذ الساعة الثامنة من يوم الجمعة ليلاً، فانتظروا حتى التاسعة من صباح اليوم التالي السبت، فاستلمت المؤسسة 200 أسطوانة فارغة فقط، وعاد الآخرون إلى بيوتهم بأسطواناتهم الفارغة، بعد الانتظار في هذا البرد القارص طوال أكثر من12 ساعة.

العدد 1105 - 01/5/2024