كي لا ننسى: الرفيق حفظي البيروتي (1916 – 1991)

الرفيق حفظي البيروتي (أبو هشام) من مواليد 1916 ابن أسرة فقيرة، بدأ حياته عاملاً في مؤسسة الكهرباء عندما كانت ملكاً للأجانب، وانخرط في الحركة العمالية والنقابية، ونظم العمال في نقابة حين لم تكن النقابات معروفة.

تعرف على الرفيق فوزي الزعيم، وانتسب إلى الحزب الشيوعي عام 1931 ومنذ دخول الحزب عمل مع الرفاق في القيادة وأسهم في جميع أعمال الحزب، ووهب حياته وروحه للحزب ومبادئه.

أسس نقابة عمال السكك الحديدية، وطرد بسببها من عمله، وعرف السجون والملاحقات في ظروف الاحتلال الأجنبي، وأسس مدرسة لتعليم الأميين داخل سجن حلب، تخرج منها خلال سنة ونصف سنة أكثر من مئتي مواطن.

إن صدق حفظي البيروتي واستقامته وشجاعته وكرهه للاستعمار والصهيونية، دفع بقيادة الحركة الوطنية الفلسطينية وقادتها، وعلى رأسهم الحاج أمين الحسيني، إلى الاعتماد على الرفيق حفظي وتكليفه بأعمال للمنظمة في ظروف غاية في السرية، وعمل في العراق ولبنان، وقام بمهمات خطيرة لا يستلمها إلا الرفاق الموثوقون.

ظل الرفيق حفظي حتى وفاته مخلصاً للحزب ولقضيته ووحدته، ومتابعاً لكل أعماله.

يقول الرفيق حفظي في لقاء أجرته معه (نضال الشعب) في آب 1989 عن ذكرياته بالسجن:

(كلفت الفرقة التي كنت سكرتيراً لها بتوزيع مناشير بمناسبة ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، وتسلم الرفاق حصصهم منها، وقاموا بتوزيعها في المناطق الآتية: صبحي الحموي (سوق الحميدية)، خريستو قسيس (شارع بغداد)، بشير الخطيب (المرجة)، وألقي القبض على الرفاق الثلاثة، وحُكم على صبحي الحموي بالسجن لمدة سنة، وعلى خريستو بالسجن لمدة ستة أشهر، أما بشير الخطيب فإن رجل التحري الذي ألقى القبض عليه أطلق سراحه لأنه كان صديقاً لخاله.

بعد هذه الحادثة هيأنا اجتماعاً للاحتفال بهذه الذكرى، وكان المقرر أن يحضره رفيق رضا، ولكن الذي حضره كان رجل التحري، وعندما هرب أكثر الرفاق من على سطح البيت، وألقي القبض عليّ وعلى الرفيقين أديب كوزليل واسماعيل الباشا، وبعد (حفلة) تعذيب في النظارة وضعونا في سجن منفرد لمدة 18 يوماً، أحالونا بعدها إلى المحكمة الأجنبية، فحكمت علينا بالسجن لمدة ستة أشهر، ولكن المدعي العام الفرنسي استأنف الحكم، فحكمت محكمة الاستئناف على كل منا بالسجن لمدة سنة، تضاف إليها 3 أشهر بدلاً من نفقات الدعوى والسجن، وهكذا أمضينا 15 شهراً فيه، وأذكر من الرفاق الذين اجتمعت بهم في السجن فوزي الزعيم، فؤاد قازان، مصطفى العريس، وعدد من الرفاق الشيوعيين من لواء اسكندرون.

لم تنقطع صلة الحزب بنا بالسجن، وكنت على اتصال دائم بالرفيق بيير شدرفيان الذي كان يزودنا بجريدة الحزب وبالكثير من الأشياء).

العدد 1105 - 01/5/2024