المدير العتيد وسنوات التمديد

عندما فشل في مهنة التعليم، التي تحتاج ضميراً متوثباً، وأخلاقاً فاضلة، وذكاء متقداً، وأفقاً واسعاً، وعقلاً مفتوحاً، سمته الشفاعات والوساطات والمحسوبيات وأشياء أخرى مديراً.. لذلك يصرّ أن ينادى بالسيد المدير، لأنه يحب الإدارة والمناصب حباً جمّاًّ!

ومن حرصه وتعلقه الشديد بالإدارة والكرسي والسيارة والمهمات والمناقصات والعقود والمديرية والعاملين وقسائم البنزين وأذونات السفر، فإنه قد مدّد خدمته للعام الخامس على التوالي، بعد أن بلغ سن التقاعد، والإحالة على المعاش!

ويبوح لمعارفه وأصدقائه أنه مولع بالعمل حتى التفاني، لذلك يحرص على التمديد مهما بلغ الثمن، كي لا يتوقف العمل والإنتاج في المديرية التي كبرت وتنامت في ظل إدارته الحكيمة، وحققت قفزات كبرى في حسن التنظيم وخدمة المواطنين، وإنجاز مشاريع حيوية وهامة جداً، إضافة إلى المحافظة على المال العام ومحاربة الهدر والفساد والمحسوبية. لأن أغلب العاملين مؤتمنون، ومن أقاربه الأدنين. ويرد المواطنون: ما أسهل الكذب والافتراء والتبجح!

وكأني بذلك السيد المدير الألمعي الدعي والمدعي، المتفاخر زوراً وكذباً وبهتاناً، والذي ملّ منه الكرسي، وهو يزداد تشبثاً به، يريد أن يحوز قصب السبق، ويسجل سابقة لم يفعلها مدير قبله عندما يلفظ أنفاسه، وهو متربع على كرسي الإدارة، لنستعيد ذكرى الفنان اللبناني نصري شمس الدين الذي كان شغوفاً بالفن، بارعاً بالطرب، وقد فارق الحياة وهو يغني على المسرح.

وللحريصين على الوطن، ولمن يرفعون شعار مكافحة الفساد، هذه ليست أقصوصة من الخيال، بل هي فساد يمشي على قدمين، ويتجول دون حياء في محافظة القنيطرة.

العدد 1105 - 01/5/2024