أهلنا في حلب… حصار و«هيئات تكفيرية» وافتقار لضروريات الحياة

قُدّر لأهلنا في حلب أن يقعوا بين طرفَيْ كماشة استثنائية، فهم في المناطق التي يسيطر عليها (الديمقراطيون) القاعديون الآتون من كهوف الدنيا، يخضعون لفكر إقصائي مغرق في رجعيته، انعكس على حياتهم الاجتماعية وعاداتهم التي ألفوها، راح عن طريق (الهيئات الشرعية) يفرض سننه وشرائعه، على مجمل النشاط اليومي للمواطنين هناك، ويلزمهم باتباع (لوح الوصايا) الذي لا تمتّ أحكامه إلى الإسلام الحقيقي والمدنية بأي صلة.

وهم من جهة أخرى يعانون شحاً شديداً في المواد الضرورية لمعيشتهم واستمرارهم، وإن وجدت فهي تباع بأسعار خيالية فاحشة لا يصدقها الكثيرون، وذلك بسبب الحصار الذي تضربه المجموعات الإرهابية على مناطق واسعة من المدينة.

فيما مضى كانت السلع الأساسية اللازمة لمعيشة المواطنين تأتي عن طريق (السلمية- إثريا- خناصر- السفيرة)، لكن الإرهابيين سيطروا على هذا الشريان الذي كان يمد أهلنا في حلب بأسباب الحياة، فلجؤوا إلى التنقل بين المناطق الآمنة وتلك التي يسيطر عليها الإرهابيون عبر (بستان القصر) أو (معبر رفح) كما يسميه الحلبيون، لتأمين بعض المواد الضرورية والسلع الغذائية والخضار، لكن بأسعار ليست في متناول الجميع.

لقد وصل ثمن الرغيف الواحد إلى 25 ليرة، وليتر المازوت إلى 200 ليرة، وليتر البنزين إلى 500 ليرة، وجرة الغاز إلى 15000 ليرة، فإذا أضفنا إلى ذلك الشح الشديد في الأدوية، وتراجع الخدمات الصحية، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والاتصالات، أدركنا الوضع المأسوي الذي يعانيه أهلنا في حلب.

لقد طالبنا الحكومة، في أعداد سابقة، بفزعة خاصة لنجدة المواطنين في حلب وإسعافهم، واقترحنا تشكيل لجنة وزارية تتولى إيجاد الوسائل الكفيلة بإيصال السلع الغذائية والسلع الأساسية والمشتقات النفطية إلى الأهالي هناك.. ونطالب الحكومة اليوم باتخاذ الإجراءات اللازمة السريعة، فلا يجوز أن يترك المواطنون في حلب تحت رحمة من لا يعرفون إلا القتل والتدمير.

المواطنون السوريون يعانون في جميع المناطق السورية بعد الحصار الجائر الذي فرضته قوى التحالف الدولي – الخليجي المعادي لسورية، لكن أهلنا في المناطق التي يحاصرها الإرهابيون، وخاصة في حلب، أصبحوا في وضع مأسوي يتطلب حلاً.. نأمل ألا يتأخر.

العدد 1107 - 22/5/2024