المرأة الطفلة وانتهاكات بالجملة

أتى مصطلح المرأة الطفلة مع الاهتمام الدولي بوضع النساء في العالم في ظل الكوارث والنزاعات وفي الأحوال العادية، فقد ظهرت الفتاة التي تحوّلت في سنّ الطفولة الى امرأة متزوجة، وفي بعض الأحيان ظهرت كأم  وهي تحت سنّ الرشد القانوني، في أوقات يجب أن تكون فيها في الملاعب وخلف مقاعد الدراسة وبين أقرانها تنمي طفولتها وتحميها كلٌّ من الدولة والأسرة وتقدم لها احتياجاتها. ويعتبر وضع الطفلة المتزوجة التي تعامل كامرأة بالغة من أشد الانتهاكات لحقوق الانسان، فهي ترمي بكتبها وتخرج من ساحة اللعب لتعيش في مكان آخر مخصص للبالغين فتنتهك حقوقها كطفلة كما ذكرتها اتفاقية حقوق الطفل وتعهدت منظمات دولية بتنفيذها، وانتهاك أحد الحقوق هو انتهاك للحقوق جميعها، إضافة إلى انتهاك حقوقها كإنسان، إذ تتصرف كطفلة وتعامل كبالغة وتقع عليها المسؤوليات والأعباء الاجتماعية إضافة إلى مسؤوليتها كأم، التي تنهك جسدها وعقلها، وفي بلادنا نسبة كبيرة من الطفلات تركن طفولتهن والتحقن بالحياة الزوجية مع كل أعبائها التي تترك آثاراً سلبية عليها وعلى محيطها، وينعكس ذلك على المجتمع كلّه. وليس من المبالغة أن هذا سبب أساسي في كثير من المشاكل التي تعيشها مجتمعاتنا، لكن أولاً وأخيراً هو انتهاك لحقوق الطفل والإنسان يجب الحديث عنه دوماً وتقديم الدراسات والإحصائيات التي تساعد في إيجاد حلول جذرية، تبدأ تحديداً بالقوانين المجحفة ودوائر النفوس المتواطئة التي يقع عليها أعباء لم تعترف بها ولم تقم بالتزاماتها، وهذا يسبب شرخاً في المجتمع والدولة يجب التنبه له بشدّة.

العدد 1107 - 22/5/2024