طموح ملالا يوسفزاي

ست نقاط مهمة أدلت بها ملالا يوسفزاي لمجلة فوربس، ضمن تصريح حول الحركة الأنثوية لشخصية دون الثلاثين من العمر.

أضحت ملالا يوسفزاي – لأنها في السابعة عشرة من العمر- أصغر شخصية من بين الشخصيات الثلاثين تحت سن الثلاثين التي اختارتها مجلة فوربس ضمن طبعتها المخصصة للشخصيات المبادرة على الصعيد الاجتماعي، فخلال أقل من عقدين من الزمان؛ تمكنت ملالا الحاصلة على جائزة نوبل للسلام من أن تنجو بنفسها من هجوم شنه تنظيم طالبان، كما كتبت سيرتها الذاتية التي حققت أعلى مبيعات، وشاركت في تأسيس منظمة للمساعدة في تعليم الفتيات، وإعادة رسم تطلعات اليافعين في مختلف بقاع العالم، أما كياسة هذه الفتاة واتزانها مع خفة دمها فقد جعلتا منها شخصية محببة من لدى النساء في جميع أنحاء العالم، وهذا ما جعل منها أنسب شخصية لإلقاء الكلمة الرئيسية في قمة فوربس التي ضمت 30 شخصية تحت الثلاثين، وقد قامت هناك بتعريف معنى الحركة النسوية، وأعادت للأذهان أن التعليم وليس العنف هو الوسيلة الدفاعية الوحيدة التي يمكننا أن نحمي بها أطفالنا.

وتعتبر تلك المفاهيم جزءاً لا يتجزأ بالنسبة لصندوق ملالا يوسفزاي الذي يسعى (لتكوين عالم يتم فيه تمكين الفتيات بما يساعدهن على التعرف على إمكانياتهن وذلك من خلال المساواة في التعليم)، فبحسب إحصائيات خاصة بهذا الصندوق يمكن القول بأن 66 مليون فتاة لم تذهب للمدرسة وذلك في أنحاء مختلفة من العالم، وإن مشكلة غياب التعليم قد أتت نتيجة لمجموعة من العوامل منها زواج الصغيرات والاتجار بالبشر، فضلاً عن وصمة العار التي توسم بها المرأة المتعلمة ضمن نطاق مجتمعها، فبحسب الإحصائيات تتهيأ طفلة للزواج كل ثلاث ثوان، كما أن هنالك ضحية فتاة من بين كل خمسة ضحايا للاتجار بالبشر. وعلاوة على كل ما سبق؛ فقد تم تدجين المرأة اجتماعياً على أن تحد من حجم طموحاتها وأحلامها، وهذه النقطة بالذات تطرقت إليها ملالا في كلمتها. ولهذا نقدم لكم بعض النقاط الهامة من تلك الكلمة الأساسية التي تقدمت بها ملالا خلال قمة فوربس لأهم 30 شخصية تحت سن الثلاثين:

حول عمل المرأة: (عمل المرأة المنزلي ليس مهمتها وحدها).

إن المرأة هي من يتحكم بالبيت بأسره… فهذا عملها، وهذا ما يفترض عليها أن تقوم به… علينا أن نغير هذه الفكرة، إذ ليس المفروض على المرأة أن تعمل في البيت فقط… بل إنها قادرة أيضاً على العمل خارج البيت كأن تمارس مهنة التجارة أو أن تعمل طبيبة أو معلمة أو مهندسة، ولهذا يجب أن يكون لها الخيار في أداء العمل الذي تحبه، ويجب أن تعامل المرأة كما يعامل الرجل في تلك المجالات. وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية، ثمة توجه واضح يتوقع من المرأة أن تقوم بإتمام واجباتها كزوجة وأم داخل المنزل إلى جانب تفوقها في عملها خارج المنزل، وهنا يشير تقرير مكتب إحصاءات العمل الصادر عام 2013 إلى أن 82% من النساء المتزوجات العاملات يقمن بأداء أعمالهن المنزلية بصورة يومية مقابل 65% فقط من الرجال الذين يقومون بتلك الأعمال. وإضافة إلى ذلك، يمكن القول بأن النساء يقضين وقتاً أطول في أداء المهام المنزلية مقارنة بالرجال الذين يقومون بأداء تلك المهام.

حول التعليم: (اأرسلوا الكتب بدلاً من السلاح)

أفضل وسيلة لمحاربة الإرهاب تتمثل في الاستثمار في مجال التعليم، فبدلاً من إرسال السلاح يمكن إرسال الكتب.

ترى ملالا وغيرها بأن الإرهاب هو نتيجة من نتائج ليس الجهل فحسب بل أيضاً عدم القدرة على تعليم الفتيات الصغيرات بصورة خاصة، ففي افتتاحية رائعة لصحيفة لوس أنجلوس تايمز صدرت عام 2013 وعنوانها: (أتريدون محاربة الإرهاب؟ إذن عليكم بتعليم النساء) يشير الصحفي مالكوم بوتس إلى أنه حينما قررت مالي الابتعاد عن التركيز على قضايا تنظيم الأسرة، التي يراها الكاتب: (وسيلة فعالة للغاية لتمكين المرأة وتوسيع نطاق الاستفادة من الموارد الضئيلة) هبطت حالة الاهتمام بحقوق المرأة في البلاد.

ثم ازداد عدد السكان نتيجة تعدد الزوجات اللواتي تراوحت أعمارهن بين العاشرة والأربعين سنة، وأصبحت المرأة السبب الكامن وراء اختلال نسبة فرص العمل المتوفرة، فبما أن عدد السكان قد ازداد للضعف خلال عقدين من الزمن، فقد وجدت بعثة 11/9 المختصة بإجراء تحقيقات حول هجمات القاعدة بأن الزيادة المفاجئة في عدد السكان تترتب عليها زيادة في عدد الشبان الذين قد لا تتوفر لديهم فرصة الحصول على وظيفة يكسبون منها قوت يومهم، وفي ذلك فرصة مؤكدة لوقوع حالات اضطراب اجتماعي على حد تعبير الكاتب.

ويشير بوتس أيضاً إلى أن الولايات المتحدة قد أنفقت 620 مليون دولار لتدريب الجيوش المحلية على مواجهة أساليب الإرهاب في منطقة الساحل، إلا أنه برأيه كان من الأفضل صرف تلك الأموال في مساعدة النساء على اتخاذ قرار الزواج والإنجاب باستقلالية تامة. وبالرغم من المبالغ المالية الضخمة التي تم صرفها على حربي العراق وأفغانستان، إلا أن هاتين الدولتين لم تتوصلا لخلق أرضية ثابتة ومستقرة، وهذا ما يؤكده وصول الدولة الإسلامية في العراق والشام للسلطة بشكل سريع، ولكن لماذا؟ لأن مجتمع أفغانستان والعراق برأي بوتس مجتمع ذكوري ترتفع فيه نسبة الإنجاب والخصوبة، بيد أن التدخل الأمريكي لم يقدم أي شيء يذكر لمساعدة المرأة في تلك المجتمعات، حسب رأيه.

حول الإرهاب: (التعليم يحارب الإرهاب)

بإمكانكم أن تقتلوا الإرهابيين بطائراتكم التي تحلق بدون طيارين، ولكن لا يمكنكم أن تقتلوا الإرهاب الذي يعيش داخلهم.

سبق أن صرحت ملالا بتصريح مماثل السنة الماضية في برنامج بانوراما الذي يبث على قناة بي بي سي، حيث قالت: (إن أفضل طريقة لحل المشكلات ولمقاومة الحروب تتمثل بالحوار، والتعليم هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحارب الإرهاب).

حول أهمية عملية طرح التساؤلات: (التحدي والرغبة)

التساؤل هو أهم جزء في الحياة، لذا يجب أن نكون قادرين على طرح الأسئلة التي تبدأ بكلمة لماذا؟

تعبّر هذه الجملة بصدق عن المجتمعات الذكورية التي تنتظر من المرأة أن تتقبل واقعها وظروفها. ولكن عبر تشجيع النساء (وكذلك الرجال) على طرح تساؤلات تخص البيئة والمحيط، تقوم ملالا من خلال ذلك بفضح مدى زيف الفكرة الشائعة التي ترى بأن الحب مجرد مرادف للقبول الأعمى، غير أن العكس هو الصحيح، إذ إن المحبة تستلزم حالة من التحدي المستمر والرغبة الدائمة بتحسين الوضع وذلك عبر طرح التساؤلات.

حول كونها من أنصار الحركة النسوية

إنني أناضل من أجل حقوق المرأة،غالباً ما يكون أبسط تفسير هو الأفضل على الإطلاق.

حول خططها للمستقبل (ملالا رئيسة للوزراء)

أريد أن أصبح حينما أكبر رئيسة للوزراء وأن أقوم بالتغيير المنشود.

لا يسعني أن أتخيل من هي أفضل منك لتحمّل إرث الراحلة بنزير بوتو.

 

عن مجلة فرويس

العدد 1107 - 22/5/2024