«السجون المفتوحة» في بريطانيا: حفلات غنائية وطعام فاخر!

(السجن المفتوح) في بريطانيا سجن عادي كبقية السجون، لكنه يختلف عنها بعلاقة (ثقة) يُفترض أنها موجودة بين السجناء والسجانين. وعلى هذا الأساس، لا يقفل السجانون أبواب الزنزانات، أما السجناء فيقضون النهار في مزاولة هواياتهم المفضّلة، ويُسمح لهم بمغادرة السجن كلياً خلال اليوم لقضاء أعمالهم، بما في ذلك تولّي وظائفهم، شرط أن يعودوا في الوقت المحدد لذلك.

وتفيد فيكي برايس، الزوجة السابقة للوزير كريس هيون، أنها عندما قضت عقوبتها العام الماضي بجرم مساعدته في الإفلات من غرامة مخالفة سير، وجدت أن الطعام الذي يُقدّم للمساجين في سجن إيست ساتون بارك من أفضل ما يكون (السمك مع الخضار والبطاطا المقلية). واكتشفت أن السجينات يخصصن ليلة الجمعة أسبوعياً لتنظيم حفلة غنائية جماعية (كاريوكي)، وليلة السبت لحفلات ال (بينغو) (لعبة رهانات).

قد يكون مثل هذا النظام المتساهل، بلا شك، مع السجناء والسجينات سبباً جيداً لدفعهم إلى تحسين سلوكهم أكثر انطلاقاً من قاعدة أن الحوافز تشجع من يريد فتح صفحة جديدة في حياته.

والواقع أن هذه القاعدة تصح نظرياً وواقعياً مع شرائح عدة من السجناء الذين (تعلّموا الدرس) من فترات عقوبتهم، ويتمنون أن تسنح لهم الفرصة كي يبدأوا حياتهم من جديد.

لكن سلسلة جرائم حصلت أخيراً على أيدي أشخاص كانوا نزلاء في (سجون مفتوحة) أعادت طرح الجدل بشأن جدوى وضع السجناء الخطيرين في مثل هذه الأمكنة.

كان دانيال جونسون، أحد هؤلاء السجناء، محور هذا الجدل في وسائل الإعلام البريطانية أخيراً. فهذا الرجل مصاب بداء انفصام الشخصية (سكيتزوفرونيك)، وقتل عام 1996 شاباً يدعى ديفيد يونس بضربه بقضيب حديد في الشارع، وحُكم عليه بالمؤبد لكنه نُقل عام 2008 إلى سجن مفتوح سُمح له بأن يغادره متى شاء.

وبحسب أرقام رسمية، هناك أكثر من مئة مجرم (102) لم يعودوا من (يوم إطلاق السراح) أو فروا كلياً من السجن. لكن بعد القبض عليهم أعيدوا ووضعوا مجدداً في سجون مفتوحة بدل معاقبتهم بنقلهم إلى سجون مغلقة. كما سمحت وزارة العدل ل 178 محكوماً بالاستفادة من الحريات المتاحة في السجون المفتوحة على رغم خرقهم شروط الإفراج المشروط عنهم، بل سمح لبعضهم له كلياً بأن يغادر السجن (موقتاً) شرط أن يعود إليه. وتكشف الأرقام الرسمية أيضاً أن هناك قتلة ومغتصبين ومجرمي إتجار بالسلاح ومهربين للبشر من بين 76 نزيلاً فروا خلال استفادتهم من الحرية التي يمنحها السجن المفتوح لهم.

ويعتبر النائب فيليب ديفيز إنه (من المشين تماماً أن شخصاً ما يفر من السجن أو لا يعود إليه ثم يُسمح له بأن يقضي عقوبته مجدداً في سجون مفتوحة. فإذا فعلوها مرة (الفرار أو عدم العودة)، فكيف يمكن لمسؤولي جهاز السجون أن يفترضوا أنهم لن يفعلوها مجدداً؟) وقال: (يجب وضع هؤلاء في سجون مغلقة لأنهم يشكلون خطراً على المجتمع).

لكن وزير السجون أندرو سيلوس يشير إلى إن الحكومة أجرت (تغييرات كبيرة لتقييد من يستفيد (من السجناء) من السجون المفتوحة)، لافتاً إلى أن الذين يُعتبرون خطراً على المواطنين يعادون إلى سجون مغلقة. وأضاف: (السجون المفتوحة والإفراج الموقت أدوات مهمة من أجل إعادة تأهيل السجناء الذين يقضون عقوبات طويلة الأمد، ولكن ليس على حساب أمن المواطنين).

العدد 1107 - 22/5/2024