بيان القوى الوطنية السورية

إن مفاعيل الأزمة السورية مازالت تلقي أوزارها على السوريين وتدفع باتجاه خيارات تهدد الوجود الحقيقي لسورية الوطن والإنسان، وعليه فإن القوى الوطنية السورية ترى في تكالب قوى التحالف الدولي على سورية تحت شعار الحرب على داعش وجبهة النصرة وما يماثلها من منظومات إرهابية على الأرض السورية، بوابة لخطر قادم من قبل قوى لا موثوقية بها، فتلك القوى التي جهزت التحالف الدولي هي التي شكلت منظومة ما يسمى بأصدقاء الشعب السوري، ومن ضمنها دول دعمت وغذّت هذه الحركات التي تدّعي الحرب عليها، بل وسهلت مرورها وانتشارها وامتدادها وتوسعها، وفتحت الحدود لكل المتطرفين لتجميعهم على الأرض السورية.

لقد رفعت القوى الوطنية شعاراتها ضد الإرهاب، واعتبرته أولوية وطنية لمحاربة الفاشية الجديدة وخطرها التدميري على الدول والمجتمعات، ولكن الحرب على الإرهاب لا يكون من محور واحد هو من صنعه أصلاً، ثم يجري استبعاد كل الدول التي دعمت خيار الحل السياسي، بل ويُستبعد السوريون والدولة السورية من حرب دائرة على أرضها.

إن هذا التحالف الدولي الذي تجاوز كل الخيارات السياسية ومشروعية الأمم المتحدة ليضرب على الأرض السورية كيانات هو من ربّاها وجهّزها لتكون ذراعه في التخريب والسلب والنهب للمقدرات البشرية والطبيعية والمادية السورية، ومن ثم لتصبح ذريعة ليقصف ويدمر في سورية دون استراتيجية واضحة المعالم ولا خطة معروفة موضوعة على الطاولة، لتشرح سورية الشعب والدولة ماذا بعد داعش، خصوصاً أن تجارب تدخّل الغرب والولايات المتحدة تتجلى واضحة بمنهجها التدميري للدولة وللبشر من العراق إلى ليبيا بمفاعيل أزمات مترسخة لا طائل للأوطان على تجاوزها خلال عقود.

إن القوى الوطنية الموقعة على هذا البيان، تعلن رفضها واستنكارها لعدوان يتجاوز السيادة السورية، ويتجاوز كرامة الشعب السوري، وتعتبره تدخلاً سافراً يحمل أهدافاً تخريبية، خصوصاً أن هناك دولاً تشارك في هذا العدوان كانت صاحبة الحدود التي مررت وتسترت على التطرف والإرهابـ، بل وقدمت له التغطية اللوجستية، كما أن هناك دولاً غذته بالمال النفطي حتى أتخمت وفرخت إرهاباً، وكانت على اتصال وتواصل مع فصائله وغطتها بخطابهــــا الإعـــلامي. إنا نعتــــبر ما يحصــــل على الأراضي السورية من قبل قوى التحالف عدواناً يفتح شهية بعض دول الجوار التي لها مطامع في سورية، وهذا العدوان يتطلب وحدة القوى الوطنية على مشروع وطني واضح المعالم من شأنه الحفاظ على الوحدة المجتمعية والجغرافية للشعب السوري، والحفاظ على هويته المتعددة، واستمرار نضالاته من أجل سورية الديمقراطية، دولة القانون والتعددية السياسية، دولة المواطنة وحقوق الإنسان.

لابد للقوى الوطنية والديمقراطية في سورية أن تسارع لعقد مؤتمر وطني شامل يشترك فيه كل السوريين، لتدارس الموقف في ظل المتحولات الدولية المتسارعة.

الموقعون

هيئة العمل الوطني الديمقراطي في سورية، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية، حزب الشباب الوطني السوري، التجمع الأهلي للكرد السوريين، اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية، ائتلاف قوى التكتل الوطني الديمقراطي، حزب الكتلة الوطنية، حركة شمرا للتغيير الديمقراطي في سورية، حزب المؤتمر الوطني من أجل سورية علمانية، الحزب الديمقراطي السوري.

22 تشرين الأول 2014

العدد 1105 - 01/5/2024