كي لا ننسى: عمر فاخوري (1895- 1946)

ولد عمر فاخوري في بيروت في أيلول 1895 وقيل في مصادر أخرى إنه ولد عام 1896ودرس في الكلية الإسلامية لصاحبها أحمد عباس الأزهري، وشارك مبكراً في الكفاح السري ضد الاستبداد التركي منذ عام 1913 إذ انتسب إلى (حزب الاستقلال، والجمعية العربية الفتاة)، ثم شارك في مختلف الحركات الكفاحية ضد الانتداب الفرنسي، وكان قد أصدر عام 1913 كتابه (كيف ينهض العرب؟) الذي دعا فيه إلى تحرر العرب وبناء دولتهم المستقلة، وجرّ عليه الكتاب غضب السلطة التركية.

أواخر عام 1920 سافر إلى باريس لمتابعة دراسة الحقوق، وتأثر بالأدبين الفرنسي والروسي، ثم عاد إلى لبنان (عام 1923)، ودعي إلى دمشق للمشاركة في تحرير جريدة (الميزان) لصاحبها أحمد شاكر الكرمي، ثم شارك في تحرير جريدة (المفيد) لصاحبها العراقي إبراهيم حلمي.. وكتب في جريدة (الحقيقة)، ووقع مقالاته باسم (مسلم ديمقراطي). وشارك في تأسيس مجلة (الكشاف) لصاحبها محمد عيتاني عام 1927 ومارس المحاماة لفترة قصيرة، ثم انتخب في العام نفسه عضواً في المجمع العلمي العربي، وأصبح بعد ذلك موظفاً في الدوائر العقارية، مما أعاق مواصلته الكتابة.

وفي الثلاثينيات ناضل عمر ضد الفاشية عدوة الشعوب، وانضم إلى عصبة مكافحة الفاشية، وأشرف على البرنامج العربي من إذاعة بيروت، وعرف بمناصرته للطبقات الشعبية وقضاياها العادلة وبصداقته للاتحاد السوفييتي، إذ كان رئيساً لـ(جمعية أصدقاء الاتحاد السوفييتي).

وكان لأديبنا شرف المشاركة في إدارة مجلة (الطريق) التي أسسها أنطون ثابت، وقد حملت منذ تأسيسها رسالة مكافحة النازية والفاشية والظلم والاستبداد، وكان بين الرعيل الأول من كتابها، ومنهم يوسف يزبك ورئيف خوري.

ووعى فاخوي دوره مدافعاً موضوعياً عن الحقيقة، وظل أميناً لها جاداً في طلبها والدفاع عنها، لا ترهبه الأخطار، ولا تبهره المنافع، ولا تعيقه العلاقات الشخصية أو الاحترام الكبير للآخرين عن توجيه النقد اللاذع لأخطائهم، وحفلت مقالاته بسخرية لاذعة، وظل عذب الحديث حاضر النكتة مهتماً بشؤون الوطن والشعب حتى مزق المرض العضال جسده الناحل الوافر النشاط الذي عجزت عن تمزيقه حراب الاحتلال.

العدد 1107 - 22/5/2024