قرار الوزير والمصلحة العامة

أصدر وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك قراراً، يقضي بنقل مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق، وتسميته مديراً للتجارة الداخلية في محافظة القنيطرة.

ولا يعرف أبناء محافظة القنيطرة الحكمة الخفية من هذا القرار الذي يخالف كل شيء، ويتنافى مع المصلحة العامة.. وبما أن القرار الوزاري لم يتضمن أي مسوغات أو أسباب، فإن أبناء المحافظة والعاملين في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في القنيطرة، باتوا أسرى لأسئلة مفتوحة، مقلقة، تبدأ ولا تنتهي!

فإذا كان المدير المنقول ناجحاً في عمله، موفقاً في أدائه، فلماذا نُقل إلى مديرية أخرى في محافظة أخرى، يجهل كل شيء فيها، ولا يعرف الطبيعة الخاصة لعملها وحركة السوق فيها وفعالياتها الاقتصادية، وأوّليات الدور المأمول من المديرية في تلك المحافظة؟! وكل ما ذكرت محددات جد هامة، ولابد منها لنجاح المدير ومتابعة مهامه وخدمة المواطنين.

إما إذا كان غير ذلك، ونستبعد هذا الأمر، فلماذا يُنقل بصفته مديراً؟ مع أن هناك أساليب شتى قانونية وإدارية تعالج الأمر، علماً أن كل من يعرفه يشهد بنزاهته، وبراعته الإدارية، ونجاحه في العمل. أما التحليل الأقرب للحقيقة – كما يجتهد بعضهم- فإن السيد الوزير عندما أراد أن يعيّن مديراً جديداً للتجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق، وجد مديراً ناجحاً قائماً على رأس عمله، فعمل على نقله مديراً إلى محافظة القنيطرة بكل بساطة، دون بحث النتائج والعواقب التي ستحدث عن ذلك القرار.

وكنا نتمنى على السيد الوزير أن يُعينه مديراً مركزياً في الوزارة، ويدع مديرية التجارة الداخلية في القنيطرة هادئة، مستقرة، تقوم بعملها على خير ما يرام، واستطاعت بفعل ذلك تجاوز كثير من الأزمات التي حدثت بسبب نقص المحروقات والغاز. وهنا يتحدث المواطنون عن الدور الكبير الذي قام به مديرها الذي يمتلك خبرة كبيرة ونجاحات مشهودة، وهو ابن المديرية، وارتقى في عمله بمهمات كثيرة فيها.

وإذا أضفنا إلى كل ذلك افتقار محافظة القنيطرة لفرع للمحروقات، وآخر للغاز، وثالث للمخابز الآلية، ورابع للمطاحن، ندرك المعاناة والجهود التي كان يبذلها مدير التجارة الداخلية السيد محمد عويد المحمد لتأمين هذه المواد للمحافظة باتساق وانتظام.

وأخيراً أعرف أن هذه الكلمات قد لا تعيد عجلة الزمن إلى الخلف، ولن تطوي القرار الصادر، لكنني أكتبها دفاعاً عن الحقيقة، وانتصاراً للناجحين المخلصين.. ولا أدري، فإن الانحياز إلى الصواب فضيلة، تحمل في معانيها كثيراً من الثقة والاحترام.

العدد 1105 - 01/5/2024