المرأة السورية… كل عام وأنتِ أكثر صبراً وصموداً وشموخاً

ما بين 19 آذار عام 1911 ذكرى اختيار يوم عالمي للنساء أجمع، مروراً بأول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945  وصولاً إلى 8 آذار 2015 الاحتفال السنوي بهذا اليوم الذي يرمز لنضال المرأة في كل مكان، هناك ردح لا يُستهان به من زمن نضال شاقٍ وصعب من أجل الاعتراف بحقوقها الإنسانية والقانونية في المجالات كافة.

واليوم تحلُّ هذه الذكرى وما زالت الحرب العبثية في البلاد تستنزف طاقات المجتمع والدولة على السواء، لاسيما للمرأة التي عانت ومازالت تُعاني، على أكثر من صعيد، فقد حملت العبء الأكبر من ويلات هذه الحرب، اختطافاً أو اغتصاباً أو اعتقالاً، إضافة إلى تشردها ونزوحها بعد أنها خسرت بيتها وعملها، وفقدت زوجها وأولادها وأهلها في حرب لا مصلحة فيها للسوريين عموماً. ورغم كل ذلك ما زالت تقف ضمن إمكاناتها المُتاحة لمواجهة واقع معيشي مأساوي، بصبر عزَّ وجوده، وعنادٍ لا مثيل له، فكانت وما زالت الدعامة الأساسية لصمود أفراد الأسرة، ومن ثم صمود المجتمع بأسره، رغم الحزن المعشّش في النفس على فقدان فلذات الأكباد، والقهر وأنين الروح على خسارة استقرارها وما جنته على مدى عمرها. هذا على المستوى الشخصي، أما على المستوى العام، فإن هذه الحرب أدّت إلى توقف العديد من المشاريع التي كانت تناضل الناشطات من أجلها، مثل تعديل المواد التمييزية ضدّ المرأة في القوانين السورية وأهمها على الإطلاق قانوني الأحوال الشخصية والجنسية أو إلغائها، وكذلك إنجاز قانون أسرة عصري يلائم إنسان العصر.

 إن كل هذه الأمور مجتمعة تضع المرأة السورية على خط البداية للاستمرار في النضال مجدداً تجاه  قضاياها العالقة والمُستجدة.  ذا نقول لها في هذا اليوم وكل يوم:

كل عام وأنتِ أكثر صبراً وصموداً وشموخاً كي تكون الحياة أرقى!

العدد 1105 - 01/5/2024