الحقوقي السوري الأول.. بابنيان

من سورية.. خرج من أعطى للعالم التشريعات والقوانين التي تعد مصدر الحقوق حتى يومنا هذا..

هناك أمام دار العدل في روما يقف تمثال شامخ، ليس لشخصية رومانية بل سورية، هذه الشخصية السورية هي أيضاً موضوع جدارية معنونة باسمه موجودة اليوم أمام مبنى الكونغرس الأمريكي تكريماً لدوره القانوني الكبير، وقد كُتب عليها: (مؤلف أكثر من ستّة وخمسين كتاباً في الحقوق كانت أساس التشريعات الحقوقية العالمية).

القانون الروماني الشهير في العالم يدين في نشوئه وبلوغه أوج الكمال إلى الفقهاء السوريين الذين كانوا يحيطون بالإمبراطور سيبتيموس سفيروس، ومن خلفه من الأباطرة السوريين..

الفقهاء السوريون الخمسة بابنيان وألبيان وغايوس وبولس وموديستنوس وضعوا مؤلفاتهم الحقوقية باللاتينية، وهذا ما جعل بعض المؤرخين يطلق عليهم اسم الفقهاء الرومانيين، كما أطلقوا على التشريع الذي وضعه هؤلاء الفقهاء السوريون اسم التشريع الروماني، وتبين الأبحاث أن ما قدمه هؤلاء الفقهاء السوريون للتشريع الروماني يتعدى الـــ 80% منه، وهذا ما دفع بعض الباحثين للقول: في القرن الثالث الميلادي كانت سورية تنشر تقاليدها الحقوقية، التي تعد مصدر الحقوق الرومانية وأصلها، في العالم. ولد الفقيه بابنيان في مدينة حمص السورية، درس القانون في معهد بيروت، وأصبح أستاذ القانون فيه.. فبلغت شهرته روما.. لقب بأمير الفقهاء، عمل مستشاراً للإمبراطور سبتيم سيفير، ودرّست بعض مؤلفاته في مدارس الحقوق الرومانية..

ويقول بلوندو عنه (إن التراث العظيم الذي تركه لم يتركه أي روماني فقيه آخر).. وقد أدخل ما لا يقل من 596 فقرة من كتاباته في موجز جستنيان القانوني وذكر فيه 153 مرة..

«منقول بتصرف»