كي لا ننسى: الرفيق محمد المازوني (1926-1999)

توفي في حماة بتاريخ 21 تشرين الأول 1999 الرفيق الأستاذ والمربي محمد المازوني، عن عمر يناهز 73 عاماً، وشيعته مدينته حماة إلى مثواه الأخير وسط مظاهر الحزن والأسى، إذ كان الرفيق شخصية وطنية واجتماعية بارزة، اتسمت بالتضحية ونكران الذات.

ولد الرفيق محمد المازوني عام 1926 تخرج في دار المعلمين بحلب عام 1948 عمل لمدة عام في منطقة الجزيرة، درّس في مدارس حماة الثانوية عام 1959 ثم سُرّح من العمل الوظيفي. التحق بالمدرسة الحزبية في موسكو أواخر عام،1962 أعيد إلى الوظيفة ودرّس في دار المعلمين بحمص، أعيد بعد ذلك إلى مدينة حماة، سافر إلى الجزائر عام 1976 للعمل مدرساً، وبعد عودته درّس مادة الفلسفة في مدارس حماة.

انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1944 وكان مثالاً للشيوعي الملتزم والمناضل العنيد ضد الإقطاعيين والمستغلين، وتدرّج في صفوف الحزب، وانتخب عضواً في اللجنة المنطقية للحزب بحماة، إلى أن اعتقل أيام الوحدة السورية المصرية، وبقي صامداً في سجنه رافعاً راية الحزب مع رفاقه حتى النهاية، وقد سُرّح من عمله مدرساً نتيجة مواقفه المبدئية الثابتة. كلّفه الحزب بمهمة للدراسة الحزبية في موسكو، وبعد عودته عمل في صفوف الحزب وانتخب أكثر من مرة عضواً في اللجنة المنطقية ومكتبها.. ومن ثم انتخب عضواً في المؤتمر الثالث للحزب.

أبّنه الرفيق ماهر الجاجة، عضو المكتب السياسي آنذاك، بكلمة جاء فيها:

(لقد كنتَ واحداً من هؤلاء المناضلين الأشداء الذين التحقوا بصفوف الحزب الشيوعي السوري في سن مبكرة لتحقيق أنبل الأحلام وأشرف الآمال.. ذُقْتَ أهوالَ السجن والمعتقل ولم تيأس، بل كنتَ واحداً من الذين يزرعون في صفوف الرفاق.. الثقة بالمستقبل.

في السجن عرفتُك واقتربتُ منك، والله ما هزك صوت جلاد ولا طأطأ رأسَك زئيرُ محقق، بل هزئت بالاثنين معاً.. لا لأنك من غير طينة البشر، بل لأنك ملكت الإرادة والتصميم وأحببت الحياة كما يجب أن تكون. عرفتك في السجن شادياً وملحناً تشدو للحزب الألحان وأجمل الأغنيات، والرفاق من حولك يصغون ويرددون.. لكن العيون والقلوب والعقول كانت تهفو لشيء آخر تماماً، إنه الصمود، ثم الصمود لإنقاذ سمعة الحزب.

العدد 1107 - 22/5/2024