إقبال جماهيري على »أوبرا عايدة« في القاهرة

شهدت عروض أوبرا (عايدة) التي تُقدم على المسرح الكبير لدار الأوبرا في القاهرة إقبالاً كبيراً، رغم أنها المرة الثانية التي تقدّم خلال هذا الموسم فضلاً عن أنها ليست إنتاجاً جديداً. فالرؤية الإخراجية والبصرية هي ذاتها منذ عام 2008 عقب تقديمها في بكين، لكن (عايدة) لها جاذبية خاصة تغري بالمشاهدة الدائمة لعذوبة الألحان وثرائها الفني وغناها باستعراضات راقصة وأغانٍ متنوعة فردية وثنائية وجماعية.

وقدمت الأوبرا بتكليف من الخديوي إسماعيل وأبدعها جوزيبي فيردي لقصة كتبها عالم الآثار الفرنسي أوغوست مارييت وأنتجت كاملة بأموال مصرية، وعرضت للمرة الأولى في أوبرا القاهرة عام 1878. وتدور أحداث الأوبرا حول الصراع بين الواجب والعاطفة، فيقع قائد الجيش المصري (راداميس) في غرام الأميرة الحبشية (عايدة) بعد أسرها ومحاولة الفرار من فرعون مصر الذي اكتشف خطتهما، وحكم على القائد بدفنه حياً بعد إدانته بالخيانة العظمي، لتنتهي الأوبرا باستسلامه في قبره الذي سبقته اليه (عايدة). والعرض من إخراج الراحل عبد المنعم كامل وأشرف على تنفيذه هذا الموسم المخرج عبد الله سعد.

تميز العرض برؤية بصرية خلابة نفذها مصريون، وجاء ديكور محمود حجاج وإضاءة ياسر شعلان مبهرين من ناحية، ومعمقين للحدث من ناحية أخرى. وهذا ينطبق على معظم المشاهد الرئيسة ومنها المشهد الثاني في الفصل الأول (معبد إيزيس)، والفصل الثالث والمشهد الثاني في الفصل الرابع الختامي الذي يعد من أقوى المشاهد الخاصة بهذا المشهد في معظم الأوبرات. واستطاع المخرج جمع كل هذه العناصر البشرية، إضافة إلى رقصات الباليه التي أعطت العمل ثراء وجمالاً. أما الحركة المسرحية ففيها تميز أيضاً في تحريك المجموعات والأطفال وأصبحت من ميزات الإخراج المصري.

الأزياء كانت أيضاً مناسبة خصوصاً ملابس راقصات المعبد اللواتي كانت رقصتهم أجمل ما في هذا العرض، لكن ملابس السوليست كان يجب الاهتمام بها والعودة إلى البحوث الاكاديمية التي كتبت عن الأزياء في مصر القديمة.

أبطال العمل قدموا هذه الأدوار منذ سنوات طويلة، أمثال إيمان مصطفى التي تؤدي دور عايدة بتميز من حيث الغناء والتمثيل، خصوصاً أنها هضمت هذا الدور وفهمت الشخصية. والأمر نفسه ينطبق على رضا الوكيل الذي يؤدي دور رامفيس وعبدالوهاب السيد الذي لعب دور الملك ومصطفى محمد في دور (أمناصر).

وشارك في العمل كالعادة بعض النجوم الأجانب الذين يتبادلون الأدوار مع المصريين، وهم عناصر جذب للمشاهدين. ومن الضيوف السوبرانو أنجيلا دوتاردو في دور عايدة. أما دور رادميس لم يشارك فيه نجم مصري بل تبادل الدور التينور لارديزون مع ليوناردو غرامينا باولو.