كي لا ننسى: الرفيقة فضة خليل غندور (أم سليمان) (1913-1997)

بعد عمر ناهز الرابعة والثمانين، غادرتنا الرفيقة فضة خليل غندور (أم سليمان)، وشيع جثمانها يوم السادس عشر من آذار 1997.

ولدت الرفيقة أم سليمان في حوش حالا- رياق- لبنان عام ،1913 تزوجت من الرفيق المرحوم النقابي جبران حلال في 28 آب 1928 وأنجبت 10 أبناء وبنات. انتسبت إلى الحزب الشيوعي في أواسط الثلاثينيات، تعلمت القراءة والكتابة دون معلم. كانت تستعين ببعض الرفاق لتركيب الجمل بدافع مطالعة جريدة الحزب.

اشتركت في نضالات الحزب ضد الاستعمار الفرنسي، وضد الحكومات الرجعية والديكتاتوريات العسكرية التي تعاقبت على البلاد. اعتقلت وسجنت مرات عديدة لنشاطها الحزبي، وهي من المؤسسات لرابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة، كانت جريئة وصلبة ومدافعة عنيدة عن حقوق المرأة والطفل.. وكانت شجاعة وعاقلة تفكر بهدوء وتؤمن بأن الشيوعي يجب أن يكون ملتصقاً بمحيطه وبشعبه، وكانت تقوم بالزيارات المستمرة مع بعض الرفيقات إلى البيوت والأماكن المحيطة بأماكن سكنها والأحياء المجاورة، وتتحدث إلى العائلات وتطّلع على أحوالها وتحاول أن تقدم المساعدة الممكنة.

حضرت عدة مؤتمرات نسائية داخل البلاد وخارجها.. تأثرت كثيراً عندما تعرض الحزب للانقسام في السبعينيات.. وكانت فرحتها كبيرة عندما توحد الحزب في المؤتمر السادس ومن ثم في المؤتمر السابع. كانت تتابع المؤتمر الثامن يوماً بيوم، وتسأل عن المساعي لوحدة الحزب مع الرفاق الآخرين.. ورغم ما حصل في الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية الأخرى، لم تفقد إيمانها بالاشتراكية العلمية، بل ظلت تردد دائماً إن الشيوعية فكر وعلم لا يذهبان من رؤوس الناس. وكما استفاد ماركس وإنجلس ولينين من تجربة كومونة باريس (الثورة الفرنسية) ستستفيد الشعوب والأحزاب الشيوعية والتقدمية في العالم من الإيجابيات والأخطاء في تجربة شعوب الاتحاد السوفييتي.

كانت حياة الرفيقة أم سليمان حافلة بالتضحية ونكران الذات من أجل المثل العليا التي آمنت بها.. ومن أجل سعادة شعبنا وتقدمه الاجتماعي.

العدد 1105 - 01/5/2024