بوتين: الولايات المتحدة تعرّض الأمن العالمي للخطر

 اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة، بتعريض الأمن العالمي للخطر من خلال فرض إملاءات آحادية الجانب على بقية العالم ومواقفها في الأزمة الأوكرانية.

وفي هجوم لاذع استمر 40 دقيقة على الغرب، يذكّر بالحرب الباردة ويؤكد عمق الخلاف بين موسكو والغرب، نفى بوتين أنه يحاول إعادة بناء الإمبراطورية السوفياتية على حساب الدول المجاورة لروسيا.

وقال بوتين لمجموعة غير رسمية من الخبراء في الشؤون الروسية، ضمت العديد من المتخصصين الغربيين الذين يوجهون له انتقادات: (نحن لم نبدأ هذا)، محذّراً من أن واشنطن تحاول (إعادة تشكيل العالم كله) استناداً إلى مصالحها.

وفي كلمة ألقاها في منتجع تزلج فوق مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود، أعلن الضابط السابق في جهاز الأمن الروسي (كيه.جي.بي)، إن (التصريحات القائلة بأن روسيا تحاول إعادة نوع ما من الإمبراطورية، وأنها تطبق على سيادة جيرانها لا أساس لها من الصحة).

وتساءل بوتين، وهو يشير إلى سلسلة من الصراعات التي نُسِب الخطأ فيها إلى أفعال الولايات المتحدة وشملت ليبيا وسورية والعراق، إن كانت سياسات واشنطن عززت السلام والديموقراطية. ورد قائلاً: (لا). وأضاف (الإملاءات من جانب واحد وفرض مشروعات (على الآخرين) يؤدي إلى الأثر العكسي بالضبط).

وأشار بوتين، خلال كلمته، إلى أن النظام الأمني الدولي والإقليمي تم إضعافه، مشدداً في الوقت نفسه، على أن روسيا بلد قوي بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة. وقال إن موسكو لن (تتوسل) لرفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي على موسكو بشأن الأزمة في أوكرانيا.

وصعّد بوتين تصريحاته المعادية للغرب منذ عودته إلى الكرملين في منصب الرئيس عام ،2012 ما ساعد في صعود شعبيته منذ أن ضمّ منطقة القرم من أوكرانيا في آذار الماضي.   

وتذكّر الانتقادات، التي وجّهها إلى نظام عالمي تهيمن عليه واشنطن بعد أكثر من عقدين من انتهاء الحرب الباردة، بكلمة ألقاها بوتين في عام 2007 في ميونيخ، والتي صدم فيها بوتين الغرب بانتقاده اللاذع لنظرة واشنطن (الأحادية) للعالم.

من ناحية أخرى، دعا بوتين إلى إجراء محادثات بشأن الشروط المقبولة دولياً لاستخدام القوة. وانتقد ما وصفه بأنه تدخل أجنبي تعسفي في شؤون داخلية لدول أخرى. وقال إن من يسمون أنفسهم (المنتصرين) في الحرب الباردة يريدون نظاماً عالمياً جديداً يناسبهم فحسب.