كلمة رابطة النساء السوريات: تحية من القلب إلى كل الرائدات الأوائل اللاتي وضعن غرسة في إقامة هذا الصرح الكبير

 ألقت الرفيقة زينب نبّوه كلمة رابطة النساء السوريات، هذا نصها:

الحضور الكريم! باسم رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة، أحييكم..

سبعون عاماً من النضال المشرف والاتحاد يسير بخطوات ثابتة في الدفاع عن حقوق المرأة في العالم: معاناتها، نضالاتها وسبل المواجهة.

لعب الاتحاد دوراً تاريخياً مؤثراً في محاولة انتزاع الاعتراف بحقوق المرأة في العالم، من خلال النضال والمطالبة بتغيير الكثير من القوانين المجحفة بحقها وصولاً إلى صنع القرار، مما لعب دوراً هاماً في بلورة قضايا المرأة.

والاتحاد أول تنظيم نسائي عالمي اعتبر قضية المرأة جزءاً لا يتجزأ من القضية الاجتماعية والوطنية.

ناضل من أجل وحدة نساء العالم ونضالهن المشترك من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة والتقدم الاجتماعي والاشتراكية.

إن وجود نواة منظمة للنساء قبل أكثر من سبعين عاماً تنادي بحقوق المرأة وتشارك في الأحداث الوطنية وحركات التحرر الوطني والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تخص المرأة، كان حدثاً هاماً في حياة ملايين النساء في العالم في النصف الثاني من القرن العشرين وما زال حتى يومنا هذا..لقد أعطى الاتحاد لملايين النساء في العالم فرصة التعرف على الأوضاع الحقيقية للمرأة لاتخاذ مواقف محددة من خلال مؤتمراته العالمية والإقليمية والوطنية التي يساهم فيها مندوبات من القارات الخمس في العالم. وكان لمنظماتنا النسائية الوطنية التقدمية في البلدان العربية شرف المساهمة في هذه المؤتمرات، وفي انعقاد المؤتمر العالمي الثالث عشر للاتحاد في بيروت، في هذا الصرح الثقافي بالذات (قصر الأونيسكو).

كانت وما زالت المؤتمرات وقراراتها من الأعمال البارزة لتكثيف النشاطات، وتعميق التعاون بين النساء، وكذلك التضامن مع شعوب العالم من أجل حريتها وتقرير مصيرها، ومنها التضامن المطلق مع شعوبنا العربية في كل من فلسطين ولبنان وسورية والعراق وغيرها.فقد زارتها وفود كثيرة من الاتحاد عندما تعرضت شعوب هذه المنطقة لخطر العدوان الإمبريالي الصهيوني المتمثل بالاعتداءات الإسرائيلية.. وفي مواجهة الأصولية والإرهاب الديني التكفيري المتطرف وإرهاب الدولة، وشكل ذلك رافداً أساسياً من روافد حركة التحرر الوطني العالمية..

سبعون عاماً قصة كفاح مرير، تنوعت فيها المعارك والنضالات التي خاضها من أجل عالم يسوده السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.وضد الفقر والجهل والأمية، وانخرط منذ البدايات في جميع أشكال النضال من أجل تقدم الإنسان، ودافع دون كلل عن حقوق النساء ومساواتهن الحقيقية في المجتمع والعائلة، وساهم في الجهود المتواصلة للقضاء على البؤس والجوع من أجل صالح الأطفال والاعتراف بالأمومة كمهمة اجتماعية، وكل ما يواجه المرأة من عقبات وصعوبات على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.. وذلك من خلال المواقع التي شغلها في المجلس الاقتصادي الاجتماعي التابع للأمم المتحدة وفي الأونيسكو ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الطفولة واليونيسيف، مما ساعد على وضع المشكلات التي تواجه ملايين النساء على جدول أعمال هذه المنظمات الدولية.

وللاتحاد وتنظيمياته الوطنية دور هام في تعميق المحتوى المطلبي للثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، واتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ـ سيداو ـ. التي ما زال ما يجري النضال من أجل إزالة التحفظات التي وضعتها الحكومات العربية على البنود الأساسية فيها.

كذلك حق المرأة العربية في إعطاء جنسيتها لأولادها، والاتحاد يعمل لا من أجل قضايا المرأة فقط، بل أيضاً من أجل توفير الحد الأدنى من بناء حياة كريمة للإنسان في عالمنا المعاصر ـ فقد لعب دوراً في المواجهة ضد العولمة والنيوليبرالبية، وسبل مواجهتها ونتائجها، وحق الشعوب في المقاومة وحل النزاعات بوسائل سلمية وضد التمييز العنصري.

نحيي ونقدر عالياً المسؤولية التاريخية التي حملها الاتحاد بالتعاون مع منظماته الوطنية المنتشرة في أنحاء العالم، خلال مرحلة طويلة صعبة من حياة المرأة.

تحية من القلب إلى كل الرائدات الأوائل اللاتي وضعن غرسة في إقامة هذا الصرح الكبير، الرائدات اللاتي حطمن أسطورة التقاليد وأعلنّ ولادة هذه المنظمة العالمية، أوجيني كوتون (فرنسا)، فاني إيدلمان (ألمانيا)، ولوريس إيبار وري ـ (إسبانيا)، رادا تودوروفات ـ (بلغاريا)، وماري كلود فايان كويتريييه ـ (فرنسا)، وفيلما أسبين كاسترو (كوبا) وغيرهن كثيرات. ومن الرائدات العربيات نخص بالذكر سيزا نبراوي وإنجي أفلاطون، وفتحية العسال من مصر.. إميلي فارس إبراهيم، ليندا مطر، ثريا عدره، ماري ثابت، د. ماري ناصيف الدبس، من لبنان، وعصام عبد الهادي، وميادة العباس من فلسطين، فاطمة إبراهيم من السودان ـ د. نزيها الدليمي ـ بشرى برتو، د. خيال جواهري من العراق ـ خانم زهدي، إميلي نفاع ، وسلوى زيادين من الأردن، نعيمة مرهون، مريم إسماعيل من البحرين، آمنة السباعي،  سلمى البني، أمينة عارف، عفاف ملا رسول، توفيقة شوحي، نادرة مللي، نوزت حسامي، مقبولة الشلق، ماري ديراني، فضة غندور حلال، كارولين عويشق، وديعة موشللي، نجاح ساعاتي، من سورية، وغيرهن كثيرات.

رائدات انطلقن من بين الظلام ورأين النور بأعين المستقبل.

ستبقى أسماؤهن محفورة في الذاكرة الإنسانية، وستبقى أعمالهن دائماً إحدى المنارات التي يهتدي بها في مسيرة الحركة النسائية التقدمية العربية.

تحية من هذا المنبر إلى المرأة السورية حيثما وجدت داخل الوطن وخارجه.

وشكراً!

العدد 1104 - 24/4/2024