من وحي الذكرى الـ 90

(راية الماركسية – اللينينية لن تنكّس في سماء سورية العربية)

تحت هذا الشعار العظيم، عمل الشيوعيون السوريون في الماضي، وسيعملون دائماً لتبقى هذه الراية عاليةً خفاقةً في سماء وطننا الحر العظيم، كما يعملون باستمرار على تحقيق أهدافهم وشعاراتهم التاريخية الكبرى ومنها الشعار القديم الجديد:

– (في سبيل وطن حر، وشعبٍ سعيد)..

-قالوا: إن الشيوعية قد شاخت وكبرت وانتهت.فقلنا إن العلم يكبر ويتجدد ولا يشيخ.. لكن الجهل والظلم الاجتماعي والسياسي، هو الذي يصغر ويشيخ، وسيسقط لا محالة.

– قالوا: إن الحزب الشيوعي السوري تقسّم وتشظى وانتهى من الحياة السياسية.

فقلنا: إنه لا توجد قوة في الدنيا تستطيع إيقاف عجلة الحياة والتطور والتقدم، أو إعادتها إلى الوراء، رغم بعض الصعوبات والانتكاسات هنا وهناك، فهذه عمليةٌ طبيعيةٌ وقانونيةٌ على طريق النهوض الثوري الذي ينبثق من خلال قانون المد والجزر. وفي نهاية المطاف لن تكون تلك العجلة إلا في صالح الحركات الثورية السائرة إلى الأمام، لأن المجتمع هو كائنٌ حيٌ يتطور باستمرار.

وبما أن حزبنا الشيوعي هو جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع ومن تلك الحركات الثورية، فهو باقٍ ومتجذر في أرض هذا الوطن العظيم، كجذور السنديانة الحمراء الشامخة، وإن فصائله المتنوعة ما هي إلا فروع خضراء متجددة لتلك السنديانة العظيمة، فهي تلتقي وتتقاطع على كل ما هو وطنيٍ وتقدميٍ وثوري، لأن التنوع والاختلاف في الآراء فيما بينها لا يفسد للود قضية.. لأنه من صراع الآراء تظهر الحقائق وتتطور.

– قالوا: إن الشيوعيين طوباويون وخياليون! فقلنا: إن الأيام والسنين والأجيال أثبتت أنهم حقيقةٌ موضوعيةٌ على الأرض، وهم واقعيون ثوريون، وتاريخهم وحاضرهم يشهد لهم بذلك… فالشجرة التي صمدت في وجه الزلازل والأعاصير مدة تسعين عاماً وهي عاليةٌ شامخةٌ حتى هذه اللحظة، رغم جميع أنواع التحديات الهائلة التي واجهتها، جديرةٌ بالبقاء والديمومة والتجدد والعطاء..

– قالوا: إن الشيوعيين يحلمون بتحقيق أهدافهم وشعاراتهم..

فقلنا: وهل هناك أجمل من الحلم حين يتحول الحلم إلى حقيقة! ثم ألم تكن معظم حقائق اليوم جزءاً من أحلام الماضي القريب أو البعيد، وقد تحققت فيما بعد، وها نحن اليوم ننعم برؤيتها ومعاصرتها ونتمتع بفوائدها؟! ثم ألا يحق لتا أن نحلم بمستقبلٍ مشرقٍ وضاءٍ لشعبنا ووطننا، من خلال عملنا ونضالنا الدائب المستمر لتحقيق تلك الأحلام الإنسانية الرائعة، المتمثلة بالأهداف القريبة والبعيدة، والتي تبقى ماثلةً أمامنا على الدوام، لأن الأهداف الإنسانية لن تتوقف، بل تتجدد وتبقى قائمة أمامنا وباقية ما بقي الدهر، وإن الشيوعيين هم أكثر مَن يستطيعون التغلب على الصعاب والعراقيل التي تعترض مسيرتهم الظافرة، لتحقيق أهدافهم النبيلة السامية، بحكم امتلاكهم لفكرٍ علميٍ ثوري، فهم ثوارٌ حقيقيون، ولابد للثورة من ثوار، ولا بد للثوار من نظرية ثورية علمية، ترسم الاستراتيجية والتكتيك..

ولذلك فهم مَن يستطيعون تجاوز الصعاب الموضوعية والذاتية، كما يستطيعون السمو على جراحهم، وسلبياتهم، ويخضعون عواطفهم، وقناعاتهم، ومصالحهم الخاصة في سبيل المصلحة العامة لحزبهم، ووطنهم، وشعبهم.. (تغليب العام على الخاص).

رغم الاختلافات والأخطاء والنواقص التي يعمل الجميع لإصلاحها وترميمها، من خلال مسيرتهم الطويلة المعقدة الشائكة، فهم مدعوون اليوم جميعاً للقيام بدورهم التاريخي، ليتساموا فوق جراحهم، إن وجدت، ولو مؤقتاً، في سبيل التنسيق والعمل الرفاقي المشترك، كما كانوا في الماضي وسيظلون كذلك في الحاضر والمستقبل.

العدد 1105 - 01/5/2024