مهرجان (الجولان في عيوننا)..

الجولان المُحتل.. تلكَ الأرض الغالية التي تتوق عيونُنا دائماً للنظر إليها عبر فُسحةٍ مُطلّه على (مجدل شمس) بسهولها الخصبة وجبالها الشامخة شموخَ جبل الشيخ، تلك الأرض القريبة كما أي محافظةٍ في سورية، والبعيدة لبعدها عن الوطن الأم..كانت على موعد مع الاحتفال المكرس للذكرى 33 للإضراب الشامل الرافض لقرار ضم الجولان ومنح الهوية الإسرائيلية لأبنائه.

في ذكرى هذا الإضراب، وتضامُنا مع أهلنا في الجولان أقامت جمعية أبناء الجولان الخيرية في محافظة السويداء، تحت رعاياتٍ مختلفة، مهرجانها الثالث على التوالي (الجولان في عيوننا) وذلك في المركز الثقافي العربي بالسويداء، من 14 إلى 19 شباط 2015 بالتعاون مع مديرية الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء، وتحت رعاية الدكتورة كندة الشماط وزيرة الشؤون الاجتماعية التي مَثلها في يوم الافتتاح السيد بشار نصار عضو المكتب التنفيذي في المحافظة.

تعريف بالجمعية

بدايةً في لقاءٍ مع المحامي حسام العفلق رئيس الجمعية زودنا بموجز عنها قائلاً: جمعية أبناء الجولان الخيرية تأسست يوم 11شباط 2012 لأسباب عديدة أبرزها وجود أكثر من مئتين وعشرين أسرة من أبناء الجولان في محافظة السويداء، أي أكثر من ألف ومئتي نسمة. وبالتالي قمنا بتشكيل الجمعية كي يبقى الجولان الحبيب حاضراً في أذهاننا نحن وأبنائنا، وقد تأسست الجمعية بخمسة عشر عضواً مؤسساً من بينهم معلمون ومثقفون وعمال وفلاحون وغيرهم، وذلك ضمن القوانين التي تحكم الجمعيات المُعترف بها عموماً في القطر، وكان لتأسيسها عدة أهداف أبرزها، دراسة واقع أبناء الجولان المُقيمين في المحافظة، وتقديم الدعم لهم بشتى المجالات، إضافة إلى العمل على إقامة مشاريع تدعم الجمعية وتوفر لأبنائها فرصاً للعمل.

وقائع المهرجان

تضمن برنامج هذه السنة نوعاً من التنوّع والتميُّز والتقديم، ففي اليوم الأول تمَّ الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت إكراماً لشهداء الوطن عسكريين ومدنيين، ثم النشيد العربي السوري وبعد ذلك ألقيت عدة كلمات بحضور إعلامي وجمهوري مميز، فقد ألقى السيد منصور هنيدي كلمة ترحيب باسم مديرية الثقافة في السويداء مشيداً بالعمل الثقافي وضرورة دعمهِ،كما وجه تحيّةً إلى أعضاء جمعية أبناء الجولان والسادة الحضور، وإلى أهلنا في الجولان السوري المحتل، ثمَّ ألقى السيد حسام العفلق رئيس الجمعية كلمة أبناء الجمعية، متوجهاً بالشكر أيضاً إلى كل من ساهم في دعم المهرجان والجمعية عموماً، ومؤكداً المواقف الثابتة لأهلنا في الجولان رغم كل ما عانوه من غطرسة المحتل فوقَ أرضهم،كما ألقت السيدة جنان كمال، صاحبة مشروع (نساء يُعدنَ الحياة) للأعمال الفنية اليدوية كلمةَ شكر، فقد تخلل المهرجان معرض للأعمال اليدوية ومعرض للفن التشكيلي، كما ألقت السيدة (عبير صيموعة) كلمة الراعي الرسمي والرئيس الفخري للجمعية السيد زياد نواف صيموعة القنصل الفخري لسورية في لاغوس (نيجيريا)، أكدت فيها الوقوف إلى جانب أهلنا في الجولان تعزيزاً لصمودهم على مواقفهم الوطنية، والدعم المادي والمعنوي للجمعية وللمهرجان، كما ألقى السيد بشار نصار عضو المكتب التنفيذي في المحافظة كلمة وزارة الشؤون الاجتماعية) أشاد فيها بمواقف العزة والكرامة والتضحية لأبناء البلاد الذين وقفوا متمسكين بأرضهم وبهويتهم السورية.

أما اليوم الثاني للمهرجان فقد خُصص للسينما وعُرض فيه فلم (الشراع والعاصفة) للكاتب السوري حنا مينا وإخراج الأستاذ غسان شميط، تخللهُ ندوة حوارية شارك فيها مخرج الفيلم والفنان مشهور خيزران، وأدارت النقاش مع الجمهور.

اليوم الثالث خُصصَ للطفل، وجرى فيه تقديم عملين مسرحيين، الأول مسرحية (العملاق) للفنان نورس الملحم وأداء مجموعة من الأطفال، والثاني عروض وألعاب بهلوانية لفرقة (تيتو) بقيادة الأستاذ نورس الحلبي.

أما اليوم الرابع فقد قدمت فيه فرقة (كناثا) للفنون الشعبية عرضاً غنائياً وفلكلورياً جميلاً تخللته مجموعة أغانٍ وطنية ودبكاتٍ شعبيه، أما يوم الموسيقا وهو الخامس في المهرجان فقد تميّزَ بحضور كبير للجمهور، قدّمت فيه فرقة (دفا) بقيادة الأستاذ (أباذر قماش) أعمالاً موسيقية وغنائية منوعة، أظهرت أداءً رائعاً لكل عازفي الفرقة.

أما اليوم الأخير وهو يوم الشِعر والختام فقدّم فية الشعراء (محمد منذر، ناظم أبو عاصي، سليمان الخطيب. يحيى ورور) مجموعة من القصائد الشعرية المميزة التي خُصص معظمها للمناسبة وللجولان المحتل، وخَتم المهرجان السيد عصام حمادة بكلمة شُكر باسم الجمعية وأعضائها للحضور وللفرق المشاركة وكل من عمل على إحياء هذا المهرجان.

بقي أن نذكر أن الجمعية قامت يومياً بتكريم المشاركين في المهرجان والقائمين عليه، إضافة إلى السادة رُعاة المهرجان.

ختاماً للجولان نقول: تحيةً من القلب لأهلنا الصامدين فوق أرضهم، ودوماً على أمل اللقاء والتحرير.

العدد 1105 - 01/5/2024