الإرهابيون يذبحون العمال في مدينة العمال

 

روسيا تطالب الحكومة والمعارضة الوطنية بمواجهة

 الإرهابيين… وأمريكا تجري معهم المشاورات للمّ شملهم

هاهم أولاء آل سعود يتحذون إرادة المجتمع الدولي بأسره، فالحل السلمي للأزمة السورية عبر جنيف ،2 الذي يحظى بتأييد جميع القوى المحبة للسلام في العالم، يقف حجر عثرة أمام سعيهم لتحويل سورية إلى إمارة وهابية إقصائية، وإغلاق منافذ التنوير والتقدم، والعلمانية، والتعددية الدينية التي حرص الشعب السوري، على مدى تاريخه القديم والحديث، على جعلها منارة في مواجهة التطرف.. والتعصب.. والإرهاب الفكري.

وبعد أن فشلوا في مقايضة المواقف الدولية المبدئية السلمية بملياراتهم النفطية، أرادوا عبر أدواتهم الإرهابية في سورية إفهام المجتمع الدولي برسالتهم الدموية: لن يكون للسلام مستقبل في سورية إلا بعد تفتيتها.. وإلحاقها بالمخطط التكفيري الأسود الذي رُسم للمنطقة العربية، بمباركة من الإمبريالية الأمريكية.

جماهير الشعب السوري وقفت بالمرصاد في وجه المخطط الإرهابي، رغم معاناتهم الشديدة التي تسبب بها حصار الإمبرياليين وشركائهم الخليجيين، وتصدى الجيش السوري للمجموعات التكفيرية، وكنسهم من مناطق عدة في أرجاء البلاد، كان آخرها مناطق القلمون كالنبك، وقارة، ودير عطية، ويحاصرهم اليوم في يبرود التي يحسبونها قلعتهم المنيعة، وهذا ما دفعهم إلى التسلل لمدينة عدرا العمالية، في محاولة لتشتيت قوى الجيش السوري، وفك الحصار عن بقية المناطق التي يتمركزون فيها، وقد ارتكبوا المجازر بحق السكان الآمنين في عدرا العمالية، الذين ينتمون بأكثريتهم إلى طبقتنا العاملة التي تناضل جنباً إلى جنب مع بقية فئات شعبنا من أجل الصمود في وجه المخطط الإمبريالي الخليجي الأسود.

روسيا عبرت على لسان وزير الخارجية لافروف عن ضرورة وقف الإرهاب التكفيري، وطالبت الحكومة السورية والمعارضة الوطنية بالوقوف صفاً واحداً في مواجهته، وأكدت أن جنيف2 يجب أن يركز على وقف المساعدة العسكرية والمالية التي تقدمها بعض البلدان للمتطرفين وعصابات الإرهاب، كما طالبت بانضمام جميع أطياف المعارضة الوطنية إلى المؤتمر السلمي العتيد.

أما الولايات المتحدة، فقد اخترعت خطاً يفصل بين المجموعات الإرهابية في سورية، وتسعى عبر سفيرها في سورية (فورد) إلى محاورة المجموعات الإسلامية المتشددة، التي تؤكد الأوساط الأمريكية والصحافة العالمية أنها لا تختلف لا من حيث التطرف.. ولا من حيث الغايات التي تسعى إليها، مع تلك التي تسميها منظمات (القاعدة) كداعش والنصرة، في مسعى لملمة انهيار المعارضة المسلحة، وجمع شمل مجموعاتهم الإرهابية، بعد أن وصل الأمر بينهم إلى القتل.. واحتلال المراكز، ومستودعات السلاح الأمريكي الآتي من السعودية عبر الحدود التركية.

الأمريكيون رغم تصريحاتهم العلنية المؤيدة لعقد جنيف ،2 يريدون حضور المعارضة (الائتلافية) ممثلاً وحيداً لأطياف المعارضة السورية، كما يسعون إلى تزامن هذا الحضور بمكاسب عسكرية على الأرض، وهذا ما يعملون عليه سراً مع حلفائهم الخليجيين، لكن صمود شعبنا وجيشنا أحبط إرادتهم، وها هي ذي المواقع التي كانوا يتمترسون خلفها تسقط واحداً تلو الآخر، أمام تقدم القوات السورية، وها هي ذي المعارضة الوطنية في الداخل والخارج تتبرأ من (الائتلافيين) وتطالب بحضور مستقل في جنيف2.

جماهير الشعب السوري التي تحملت عبء تداعيات الأزمة السورية، ودفعت الثمن من دمائها، وغربتها ومعاناتها المعيشية، ماضية في تصديها للمخطط الإرهابي التكفيري، ولن تسمح لأحد بحرمانها من حقها في اختيار مستقبلها السياسي الديمقراطي التعددي العلماني، وهذا ما يستدعي جهداً حكومياً يتوجه بالدرجة الأولى إلى فتح باب الحوار مع المعارضة الوطنية في الداخل والخارج، وتهيئة أجواء تساعد على ترجيح التوجه السلمي كإطلاق سراح معتقلي الرأي الوطنيين، وكذلك توسيع الإغاثة، والدعم الغذائي والطبي لآلاف الأسر المهجرة قسراً، خاصة في هذه الظروف الجوية الباردة، والتدخل الفعال في الأسواق وتحديد الأسعار، فما تعانيه جماهيرنا من المحتكرين والمضاربين والفاسدين يدخل في خانة (اللامعقول).

جنيف2 نراه مدخلاً آمناً لحل أزمتنا الوطنية، ويبقى على السوريين عقد حوارهم الوطني السوري – السوري، الذي يضم جميع القوى السياسية والاجتماعية والدينية الوطنية، والتوافق على مستقبل سورية الديمقراطي العلماني.

العدد 1105 - 01/5/2024