رحيل الشاعر الكبير عمر الفرا

غيّب الموت الشاعر الكبير عمر الفرا عن عمر ناهز 66 عاماً، إثر نوبة قلبية ألمّت به بتاريخ 21 حزيران 2015 وذلك في منزله الكائن بدمشق.

وعُرف الفرا بنشاطه الثقافي الذي تجلى بمشاركته في أغلب المهرجانات المحلية والعربية، وقد امتلك نزوعاً إنسانياً تفرعت عنه الروح الوطنية العالية ومحبة الإنسان والتعبير عن قضاياه إضافة إلى تمسكه بمبدأ المقاومة والدفاع عن الأرض، كما أنه اهتم بالشعر الشعبي أكثر من الشعر الفصيح وتمكّن به من رصد مكنوناته وأحاسيسه، حتى اعتبر فيه من أهم شعراء اللهجة الشعبية على مستوى الوطن العربي.

يذكر أن الشاعر عمر الفرا من مواليد تدمر عام 1949 درس في مدينة حمص وبدأ كتابة الشعر الشعبي منذ عمر الثالثة عشرة، واشتهر بطريقة إلقائه المميزة السلسة للشعر وكلماته المعبرة القوية، فهو شاعر كبير متمكن يعد من أهم الشعراء العرب.. عمل في التدريس في مدينة حمص لمدة 17 عاماً، ثم تفرغ للأعمال الشعرية والأدبية وكانت معظم قصائده بالعامية البدوية بلهجة بسيطة تتلاءم مع كل البيئات الشعبية، إضافة إلى قصائده بالفصحى التي تنوعت وشملت القضايا الاجتماعية والأحداث التاريخية والأساطير.

وللشاعر الراحل العديد من المؤلفات منها ديوان (قصة حمدة) و(الأرض إلنا) و(حديث الهيل) و(كل ليلة) و(الغريب) و(رجال الله) ومن أشهر قصائده: حديث الهيل، عرار، الياسمينة، عرس الجنوب، قصيدة وطن.. التي نقتطف منها:

الوطن عزة وكرامة وصحوة الوجدان…

الوطن صبر وعزيمة وقوة الإيمان…

الوطن يا ابني ما هو لفلان وابن فلان وقلب فلان…

الوطن يا ابني ما هو طابع ولا هاتف ولا عنوان..

الوطن يا ابني ما هو سايب، يصير بلحظة مجنونة لأي من كان..

الوطن يا ابني رقم واحد وبعد ميه يجي العالم..

الوطن ناموس لليخجل…

بنهايتها الوطن يا ابني.. الوطن عرض البني آدم..

العدد 1105 - 01/5/2024