في احتفال الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالذكرى الـ45 لانطلاقتها: نمر: المهمة الأساسية دحر العدو الصهيوني

أكد الرفيق حنين نمر الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد، استمرارية الحزب وكوادره وقواعده باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، ودعا إلى توحيد جهود القوى الوطنية والديمقراطية للخروج مما يعانيه شعبنا ومنطقتنا العربية، ومواجهة المشروع الصهيو- أمريكي القاضي بتقسيم  المقسم من خلال تمرير مشروع (الفوضى الخلاقة)، ودحره.

وأضاف الرفيق نمر، في كلمة ألقاها في احتفال الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالذكرى ال 45 لانطلاقتها: (إن محاولات إسقاط الدولة السورية قد فشلت حتى الآن، بفضل شجاعة جيشها العربي السوري، وتماسك الدولة، وقوة تحالفاتنا الإقليمية والدولية وإخلاصها).

فقد أقامت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حفلاً مهيباً في مخيم جرمانا، يوم الجمعة 21/2/2013 بمناسبة ذكرى انطلاقتها ال،45 في أجواء تسودها روح المسؤولية العالية التي تتوازى مع الظروف التي تمر بها قضية فلسطين خاصة والمنطقة العربية عامة.. وحضر الاحتفال ممثلو فصائل التحرير الفلسطينية كافة، والفعاليات الاجتماعية والدينية، وممثلو الأحزاب الوطنية السورية.. وشارك حزبنا الشيوعي السوري الموحد بوفد ضم عشرات الرفاق من منظمة جرمانا والرفاق المقيمين فيها من منظمة دمشق، تقدمهم الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب.

افتتح الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية والشهداء السوريين على أنغام النشيدين العربي السوري والفلسطيني. وبعد الترحيب ألقى الرفيق أبو أحمد فؤاد، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كلمة المنظمات الفلسطينية، شارحاً الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية والصعوبات التي تعترضها وكيفية التغلب عليها، مؤكداً ضرورة إقامة تيار ثالث من قوى اليسار وركيزتها الأساسية الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحزب الشعب وبعض الفصائل الأخرى، ودعا إلى التحرك الشعبي للضغط على قيادات التنظيمات الفلسطينية من أجل تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية، داعياً  إلى انتخابات على أساس النسبية.

وألقى الرفيق طالب موسى، ممثل الصاعقة، كلمة ارتجالية، أكد فيها ضرورة خروج سورية مما تعانيه منتصرة، ووحدة المسار النضالي السوري – الفلسطيني.. وختم الاحتفال بكلمة الرفيق فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، موضحاً بالتفصيل خطورة الأوضاع الراهنة، وضرورة العمل من أجل مواجهتها، وأهم ما أشار إليه خطورة المفاوضات الجارية برعاية غير نزيهة للجانب الأمريكي، فقد طرح مشروع (اتفاق الإطار) الذي يقضي في النهاية على كل الحقوق الفلسطينية ويعطي لإسرائيل كل ما تتطلبه، وطالب الرفيق سليمان بالتوجه إلى المجتمع الدولي وهيئاته من أجل تطبيق القوانين الصادرة عنه، وتقديم إسرائيل إلى المحاكمة لرفضها هذه القوانين.

وأكد ضرورة ما أشار إليه الرفيق أبو أحمد: وحدة اليسار، والتوجه إلى الشعب الفلسطيني للتحرك، موضحاً المبادرة التي تقدمت بها الجبهة منذ أسبوعين لإنهاء الانقسام، مشيراً إلى الجهود التي بُذلت من أجل تحييد المخيمات الفلسطينية عن مجريات الأحداث بسورية، من مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية، وأضاف: هذا لا يعني أن ما يجري في سورية لا يهمنا، بل بالعكس، لنا وجهة نظرنا وأعلناها بأننا نريد سورية ديمقراطية – تعددية- علمانية، مشيراً إلى احتضانها للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين، وإعطائهم امتيازات لم يحصلوا عليها في أي دولة أخرى.

 

كلمة الرفيق حنين نمر

الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد

ياجماهير شعبنا الفلسطيني والسوري الكرام!

الرفاق في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين!

إنه لشرف عظيم لي أن أكون بينكم الآن حاملاً معي تحيات الحزب الشيوعي السوري الموحد ومحبته، بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ولتأكيد عمق العلاقة الرفاقية التي تربط بين الشيوعيين السوريين وبين هذه الجبهة التي تركت بصماتها على مجمل العمل الفلسطيني وأعطت الثورة الفلسطينية زخماً ثورياً ووعياً فكرياً عميقاً، وأكدت الترابط العضوي بين النظرية والواقع، بين جماهيرية التنظيم الشعبي ورفع مستوى الوعي لديها، وأوضحت أن الاستهداء بالنظرية العلمية للاشتراكية لا يعني الجمود العقائدي أيضاً. وفي مجال العمل الوطني والقومي، كانت جبهتكم في طليعة القوى التي حملت السلاح ضد العدو الإسرائيلي الغاصب والمحتل، وأرتال الشهداء الذين قدمتهم جبهتكم خير شاهد على ذلك. ومن هنا ومن على هذا المنبر نترحم على أرواح جميع شهداء الثورة الفلسطينية، ونرسل لهم باقة ورد باسم الشيوعيين السوريين.. كما نوجه تحية الحب إلى الرفيق الأسير البطل سامر العيساوي الذي بصموده وبطولته أركع المحتلين الصهاينة، وأرغمهم على تحريره من الأسر.

 

أيها الرفاق الأعزاءّ

في عُمر الثورة الفلسطينية الذي يزيد عن نصف قرن، برزت تحديات وتباينات مختلفة في العديد من المجالات، ومنها العلاقة بين الوطني والقومي والأممي، في الصراع العربي – الإسرائيلي، والعلاقة المتبادلة والمتشابكة بين العمل المسلح والنضال السلمي، وجرت اصطفافات جديدة بين قوى الثورة الفلسطينية. ونحن نرى أن ذلك أمر طبيعي ومقبول، فالخلافات بين رفاق الدرب الواحد يجب أن تحل بالحوار والبحث عن نقاط الاتفاق والتمركز حولها، وأن كل الجهود يجب أن تنصبّ الآن وغداً وكل يوم نحو دحر العدو الصهيوني وتنفيذ الأهداف الأساسية التي تسعى إليها معظم فصائل الثورة، والتي تقوم على إنشاء الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين. إن العدو الإسرائيلي يحاول جر الطرف الفلسطيني المفاوض إلى متاهات وحلقات مفرغة من المفاوضات بانتظار إضعاف الموقف الفلسطيني والعربي أكثر فأكثر، ثم ابتلاع كامل فلسطين التاريخية وتهويدها، وإزالة طابعها العربي. إن كل من يظن أن إسرائيل قد تتخلى طواعية عن مواقفها المتصلبة هو واهم، والشعب الفلسطيني يعرف ذلك حق المعرفة، وله الحق في تقرير أشكال النضال التي يراها مناسبة لانتزاع حقوقه التاريخية.

 

أيها الأصدقاء والرفاق!

إن الولايات المتحدة التي أنشأت إسرائيل ومدتها بأسباب الحياة حتى اليوم، نراها تغرق الوطن العربي بالصراعات الداخلية الدموية المميتة، وتعمل جاهدة لتطبيق نظرية (الفوضى الخلاقة)، وقد نجحت في العديد من الأقطار العربية بشكل حروب أهلية أو تقسيم للأقطار المقسمة أصلاً، وهي تستغل حاجة الشعوب العربية إلى الخبز والكرامة والديمقراطية، لتحويل المسار نحو الإغراق في الفوضى. إن قسماً من الحركات الشعبية المعارضة قد خُدع بما طرحته أجهزة الدعاية الغربية والرجعية العربية العفنة، وسرعان ما تبددت الأوهام، إذ أكدت الأحداث ما هو مؤكد ومعروف للجميع، أن الولايات المتحدة هذه بكل تاريخها الأسود ضد شعبنا العربي، لا يمكن أن تعمل لصالح القضية الفلسطينية ولا غيرها من القضايا العربية. إن أشرار العالم كله يتكالبون اليوم ضد الدولة السورية لإسقاطها وتمزيقها، وهم يشحنون الأسلحة إلى المجموعات المسلحة منذ أكثر من ثلاث سنوات لترتكب أبشع أنواع القتل والذبح ضد السوريين وبشكل لم يعرف له التاريخ مثيلاً.. وقد أرسلوا حتى الآن أكثر من 100 ألف (جهادي) إلى سورية، ولو كانوا جهاديين حقاً، فلماذا لا يطلقون رصاصة واحدة ضد إسرائيل؟

إن محاولات إسقاط الدولة السورية قد فشلت حتى الآن، بفضل صمود الشعب السوري وشجاعة الجيش، وتماسك الدولة، وقوة تحالفاتنا الإقليمية والدولية وإخلاصها.

إن الولايات المتحدة وإسرائيل يتمادون أكثر فأكثر في استغلال الوضع السوري اليوم، ويستفيدون أكثر استفادة من انشغال سورية بأزمتها لإضعاف الثورة الفلسطينية. إن الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة تقوم على قاعدة تحطيم مراكز الثقل العربية، وخاصة تحطيم الجيوش العربية القوية الثلاثة، وهي جيوش مصر وسورية والعراق، لكي تصبح إسرائيل سيدة المنطقة العربية وحولها مجموعة دويلات ضعيفة ومفتتة.

ولكن.. خسئتم أيها الأمريكان والإسرائيليون! فإن الشعب السوري الذي تربى على حب فلسطين وناضل ضد وجود إسرائيل بالأساس، فإنه لا اليوم ولا غداً سينسى القضية الفلسطينية التي هي قضيته، وسيظل يناضل مع الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه القومية المشروعة.

عاش التلاحم المصيري بين الشعبين السوري والفلسطيني!

عاشت الثورة الفلسطينية!

العدد 1107 - 22/5/2024