بيان الحزب الشيوعي التشيكي حول التطرف الديني

أكدت اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي التشيكي المورافي أن ما تم إعلانه في كانون الثاني من عام 2014 في منطقة الفلوجة في العراق من قبل ممثلي الحركات الراديكالية المرتبطة بالقاعدة عن إقامة دولة مستقلة ثم أسموها (الدولة الإسلامية) بهدف إقامة خلافة، يتناقض تماماً مع القانون الدولي.

وأشارت في بيان لها إلى أن الأمر في الحقيقة لا يتعلق بدولة، ولذلك لا يمكن أن تحظى بأي اعتراف، لافتة إلى أن الأراضي التي أقيمت عليها تدار من قبل متطرفين دينيين يمارسون إرهاباً بشكل لا سابق له.

ورأت أن إنشاء هذه المجموعة يمثل حصاداً مراً وعنيفاً للسياسة الإمبريالية للغرب في الشرق الأوسط، ولاسيما نتيجة للحرب الأمريكية وتعكير الأوضاع في العراق وسورية من أجل تحقيق المصالح الأمريكية.

وأكدت اللجنة إدانتها لهذه الممارسات الإمبريالية التي تخرق حقوق الشعوب في استخدام ثرواتها وموادها الأولية.

ورأت أن الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية لا تقوم بممارسة الضغوط الكافية على الدول التي تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر ما يسمى بالدولة الإسلامية، مشيرة إلى أنه بالنظر إلى طريقة النشوء والطابع الإرهابي والديني للصراع من جهة الدولة الإسلامية، فإنه لا يتم حتى الآن استخدام كل الإمكانيات للحل عن طريق القانون الدولي.

وأشارت إلى أن السياسة الاجتماعية الخاطئة التي تم العمل بها في عشرات السنين الماضية أدت إلى عدم تكامل مجموعات كاملة من السكان، الأمر الذي حوّلها إلى تربة خصبة لتطور الحركة الإسلامية المتطرفة في أوربا الغربية.

ولفتت إلى أن الاضطراب الاجتماعي للشباب الفرنسيين المحبطين أدى في الماضي إلى وقوع عدة هجمات إرهابية، منبهة إلى أن هؤلاء الناس المحبطين حصلوا على قاعدة على شكل الدولة الإسلامية وبقية الأراضي التي يسيطر عليها الإسلاميون حيث حصلوا على التجارب، في قتل الناس، ثم عادوا إلى بلادهم.

وأكدت أن مهاجمة هيئة تحرير المجلة الفرنسية هي نتيجة لهذا التطور، وأن هذا الأمر هو الأسوأ الذي حصل في العشرة أعوام الماضية في أوربا الغربية.

وأضافت في البيان أن الحزب يدين الاعتداء الذي وقع يوم الأربعاء على المجلة الفرنسية، مؤكدة أن الحزب رفض على الدوام الأصولية الدينية التي تؤدي إلى نشر الكراهية وتدهور الاختلافات بين الثقافات، مشيرة إلى أن الخوف من تأثير (الدولة الإسلامية) يخلق التربة الخصبة للعديد من القوى القومية والقوى التي تثير التخويف من الآخرين، ورأت أن ذلك يمثل خطرا ليس فقط على الديمقراطية وإنما على السلام العالمي.

وأدانت اللجنة كل أشكال الهجمات الإرهابية، مؤكدة أنها تتبنى رأياً يقول بأن على المجتمع الدولي التوحد في مكافحة الإرهاب الحقيقي، كما يتوجب على المسلمين أنفسهم أن يكونوا على استعداد للتصدي لجوهر الأصولية الإسلامية وأن يظهروا للعالم الوجه الحقيقي للإسلام ديناً من الأديان العالمية.

وأدانت اللجنة كذلك سعي بعض المتطرفين إلى استغلال الوضع لشن هجمات تخويفية واضطهاد الناس لأسباب دينية.

 

.. وتصريح لرئيس الحزب الشيوعي ونائب رئيس البرلمان التشيكي

أكد رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي الدكتور فويتيخ فيليب أن سورية هي أكثر دول الشرق الأوسط تسامحاً، ومع ذلك فإنها تستهدف بشكل مستمر بهجمات من طرف الولايات المتحدة التي تصب الزيت على النار في الأزمة السورية، ما أوجب على القيادة السورية التصدي للمجموعات المتطرفة.

وأضاف في حديث أدلى به لموقع (أوراق برلمانية) الإلكتروني أن سبب تدهور الأوضاع الآن في دول عديدة من الشرق الأوسط يعود إلى السعي المستمر للولايات المتحدة لما يسمى بتصدير الديمقراطية وقيمها الخاصة بها إلى دول ذات سيادة لديها ليس فقط تاريخ طويل، وإنما ثقافة مختلفة.

وأشار إلى أن هذه المساعي عبارة عن ذريعة لتحيق المصالح الاقتصادية الأمريكية في هذه الدول، لافتاً إلى أن ليبيا كانت دولة مزدهرة سابقاً، أما الآن فقد تحولت إلى حطام وتنشأ فيها مجموعات متطرفة.

ووصف نتائج سياسات التدخل الأمريكية وتعكير الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأنها فظيعة في كل الحالات التي تدخلت فيها، مشيراً إلى أنها أدت إلى تعزيز الراديكالية والإرهاب وخلقت مشكلة اللاجئين الذين يوجدون الآن على أبواب أوربا.

ودعا دول الاتحاد الأوربي إلى أن تعي أن دعم عمليات الولايات المتحدة هو لمصلحة أمريكا فقط وليس لمصلحة الأوربيين.

وحذر من تحويل أوربا روسيا إلى عدو لها، داعياً إلى أن تكون روسيا حليفاً مهماً لأوربا في الدفاع عن نفسها أمام الإرهاب، وإلى العودة إلى أفكار هلسنكي وضمان الأمن من الأطلسي إلى جبال الأورال.

ورأى أن العقوبات التي فرضت على روسيا تأتي بنتائج معاكسه لما يريده الغرب، ويظهر ذلك من خلال تلاحم المجتمع الروسي، مؤكداً أن هذا الأمر هو دليل آخر على عدم فهم أمريكا وبعض سياسيي الاتحاد الأوربي للمجتمع الروسي.

العدد 1107 - 22/5/2024