اجتماع مجموعة عمل الأحزاب الشيوعية العالمية في بيروت

عقدت مجموعة العمل للأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم (ستة عشر حزباً)، اجتماعاً بحضور مراقبين من الأحزاب (الحزب الشيوعي السوري الموحد، الحزب الشيوعي السوري، الحزب الشيوعي الفلسطيني).

افتتح الاجتماع الرفيق خالد حدادة، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، وتناول الأوضاع السياسية في العالم، وفي المنطقة العربية بشكل خاص. كما تطرق المجتمعون للأحداث التي تجري في أوكرانيا، وأصدر المجتمعون بيان تضامن مع الحزب الشيوعي الأوكراني، لما يتعرض له من اعتداءات على مراكزه في كييف. وتضامنوا مع فنزيلا شعباً وحكومة، ومع الحزب الشيوعي الفنزويلي، واستنكروا الهجمة الإمبريالية ضد شعوب العالم في أمريكا اللاتينية والمنطقة العربية وأوربا الشرقية.. كما رفع اقتراح بعقد اجتماع في أيلول القادم، لا سيما للأحزاب الشيوعية والعربية، ومنطقة الشرق الأوسط في مصر، حول مفهوم الانتفاضات والحراك العربي.

وألقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق خالد حدادة كلمة في جلسة الافتتاح، جاء فيها:

أتمنى لكم إقامة مريحة في بلدنا، وحضوركم يعزز ثقتنا بالقضية التي نحملها جميعاً، متمنين نجاح هذا اللقاء بالتحضير للاجتماع القادم للأحزاب الشيوعية والعمالية، خاصة في ظروف منطقتنا التي هي أحوج ما تكون لهذه اللقاءات والنجاحات، إضافة إلى اللقاء الخامس عشر في لبنان.

استطعنا من خلال تواصلنا تأكيد بعض الحقائق الواردة في جدول العمل، ونحن ننطلق في تحديد موقفنا السياسي في المنطقة العربية من:

أولاً – الانتفاضات الشعبية العربية، فقد استطاعت رغم الانتكاسات التي أصابتها، هز أسس النظام الرسمي العربي. وأيضاً أن تطرح القضايا الأساسية العربية على جدول العمل.

فشعوبنا من خلال نضالاتها التاريخية تطمح إلى سيادة واستقلال حقيقيين، وحل عادل للقضية الفلسطينية، وهذه الحقوق تتعرض يومياً للانتهاكات والانتهاكات من قبل العدو الصهيوني. واليوم تمر بمرحلة خطيرة، وتحاول الولايات المتحدة تعويض خسائرها في المنطقة، وهي تحاول تحقيق نجاحات مهمة بالمفاوضات الجارية بين السلطة والإسرائيليين.. نحن نعتقد أنها ستكون خطيرة لأن السلطة التي ستعطى للفلسطينيين هشة، وبشكل خاص نفي حق العودة.

ثانياً- من طموحات شعوبنا، إلى العدالة الاجتماعية والتقدم والتنمية، خاصة أن الحكومات ارتبطت بالرأسمالية، مما انعكس على شعوبنا جوعاً وفقراً، وبشكل خاص من خلال مصادرة الثروات العربية ووضع اليد على النفط.

ثالثاً- طموح الشعوب إلى الحرية والديمقراطية المبنية على العدالة الاجتماعية، هذه الطموحات قمعت لسنوات.

الإمبريالية الأمريكية استطاعت أن تشن هجمة مضادة عبر تحالفها المعلن مع الخليج وتركيا وبعض القوى التي تسميها زوراً (الإسلام المعتدل)، وعملياً هي الوعاء الذي تعمل فيه القوى الإرهابية والظلامية.. واستطاعت مصادرة بعض الثورات (تونس، مصر) وتحول الأمر في غيرها إلى حرب أهلية وتدخل الناتو والخليج (ليبيا، البحرين).

باختصار.. نحن نعيش في ظل هذا الصراع المثلث، الشعوب العربية بطموحاتها كجهة تواجه تحالفاً غير معلن، أو متناقض المصالح، المشاريع الأمريكية الصهيونية، والأنظمة العربية.

ستخلق معركة طويلة ونحن كحزب توقعنا أن تطول هذه الحالة الانتقالية في مواجهة بعض التحليل الملتبس حول سرعة الحل.. وبشكل خاص توقعنا معركة طويلة في سورية، ففيها تتركز الالتباسات، ويظهر المشروع الأمريكي في أسوأ مظاهره.

بسرعة تحولت القضايا والهموم المحقة للشعب من خلال حلول استعملها النظام (القوة والقمع)، والعسكرة السريعة لبعض القوى معتمدة على الخليج وتركيا.. مما عقد الوضع في سورية، وزاد في احتمالات الإطالة للأزمة، واستفاد منها المشروع الأمريكي.

نحن نؤكد ضرورة حل سلمي قائم على:

1- رفض التدخل الخارجي في شؤون سورية.

2- وضع أسس حقيقية لأسس سورية المستقبل، قائمة على نظام علماني، ديمقراطي، وأن يستعيد الشعب حقوقه التي فقدها خلال السنوات الماضية، في إطار وحدة سورية كأساس لكل حل.

3- اعتماد طريق المفاوضات سورية – سورية.. وهنا مسؤولية جدية أمام الدولة السورية والمعارضة غير المسلحة والرافضة للتدخل الخارجي، وبالتالي السعي لعقد حوار وطني داخلي.

من خلال الحرب الطويلة، تبين أن (الرعايات الخارجية) لاتخضع لمصلحة الشعوب، بقدر ما تخضع لمصالح الدول الراعية، لذلك لا ثقة لنا بالحوار الخارجي، بما فيه جنيف، ونتوقع أن يصل الرقم فيه إلى العشرة (جنيف 10)!

الأساس حل سوري على الأسس التي ذكرناها، مما يوحدها ديمقراطياً في مواجهة الإرهاب المتعدد الأشكال.

– الدولة حتى الآن لم تقم بما يتوجب عليها.

– المعارضة، للأسف، لم تظهر لديها جرأة المبادرة.. مما يترك الواجهة للإرهاب الظلامي الإسلامي المدعوم أمريكياً والممول خليجياً.

– من الطبيعي لنا في لبنان، أن نعطي الوضع في سورية هذه الأهمية، لأسباب الارتباط بين البلدين، وما يجري في المنطقة.

 

في لبنان

وضع لبنان أكثر تعقيداً، عند العرب رئيس واحد.. أما النظام اللبناني فيحتضن حالات أساسها الطبقي هو توزيع البرجوازية، مما يخلق (كاريكاتير) دويلات طائفية مؤطرة بالنظام الطائفي اللبناني، وكل منها له علاقاتها الخارجية، مما يجعل الجسم اللبناني هشاً، وتحول بشكل كامل إلى ساحة من ساحات الأزمة السورية.

ولا يعني ذلك أن الأزمة السورية هي التي خلقتها، بل هي موجودة منذ (سايكس بيكو)، لكن الأزمة السورية زادت عليها.. فاقمت الأزمة الاقتصادية، ودون تفصيل.. مليون سوري في لبنان حمّلوا على أزمات الشعب اللبناني، ويتحملون مآسي كثيرة، ويخضعون لكل أشكال الاستغلال، يضاف إلى الفلسطينيين منهم100 ألف بسبب الأزمة السورية.

ولا تستحي الدول المانحة – أوربية أو خليجية- من استعمال كرامات المهجرين وحقوقهم، كجزء من الابتزاز السياسي، والمقايضة السياسية، إضافة إلى هذه الأزمة (الأزمة الأمنية) والطائف تشكل بيئة مناسبة لها، حتى الآن 15 عملية إرهابية.

خرج السعوديون قبل أسبوع من بدء التفجيرات.. مصادفة بريئة.. وبضمنهم السفير ولم يعد إلى بيروت حتى الآن.. إضافة إلى الأزمة السياسية (أزمة الفراغ السياسي) 11 شهراً مضت ولبنان دون حكومة.. الآن تشكلت بتدخل خارجي ونعتقد أنها لن تحكم… لبنان مهدد بأن يكون دون رئيس جمهورية.

 

العدد 1107 - 22/5/2024