مستثمرون مدعومون يسرقون كورنيش جبلة من سكانه!

نشرت إحدى الصحف السورية قبل أشهر، موضوعاً بعنوان (أعيدوا كورنيش جبلة من سارقيه). وتناول الكاتب الاستثمارات الخاصة والمقاهي التي امتدت على طول الكورنيش، ولاسيما في الجزء الشمالي منه، حتى كادت تلتهمه وتحجب الشاطئ، حيث تلاطم الموج مع الصخور، عن رؤية مرتادي هذا الكورنيش إلا لمن يدخل تلك المقاهي، التي تحول بعضها إلى مقاه بنيت بالأسمنت والباطون وغطيت بالقرميد، بحيث تصعب إزالتها، مع أن نظام استثمار الكورنيش يؤكد أن الاستثمار يمكن أن يكون موسمياً فقط وليس دائماً.

كما أن هذه المقاهي امتدت يميناً وشمالاً، وبعضها احتل الأرصفة لتصبح مساحة  المقهى المستثمر أضعاف ما نص عليه عقد الاستثمار.. هذا ملخص مكثف للموضوع الذي يرى كاتبه أن هذا الكورنيش هو الموقع السياحي الوحيد الذي يمكن لسكان جبلة وزوارها أن يزوروه للتمتع بمنظر البحر، بل المكان الوحيد في جبلة الذي يصح القول إنه سياحي.

فماذا كانت النتيجة؟

كان كاتب الموضوع يتوقع أن تتحرك وزارة الإدارة المحلية ومحافظة اللاذقية لإزالة المخالفات ومنع تمتعها بصفة (البناء الدائم).. لكن النتيجة كانت عكس ما توقعه، إذ إن الوزارة حولت الموضوع إلى مجلس مدينة جبلة صاحب قرار الاستثمار الذي منح بعض تلك المقاهي صفة الديمومة، ليستولي مسثمرون مدعومون على بعض أجزاء الكورنيش، وعلى مبدأ المعاملة بالمثل سيحصل المستثمرون الآخرون على الموافقة ذاتها التي حصل عليها أحد المدعومين، وبالتالي ستتم شرعنة سرقة الكورنيش، ويُحرم أبناء جبلة وزوارها من أجمل أجزاء الكورنيش.. وإليكم التفاصيل:

أحال نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات مطلع شهر تشرين الأول الماضي، إلى مجلس مدينة جبلة طلباً، يتضمن تمديد مدة استثمار المقهى رقم 4 على الكورنيش البحري في مدينة جبلة لمدة خمس سنوات. وقد ناقش المجلس الطلب وقرر بالأكثرية الموافقة أصولاً على طلب التمديد للفترة المطلوبة، شريطة تسديد كامل المبالغ والالتزامات المالية المترتبة على الموقع لعام2013.

وقد قرر المجلس تمديد فترة الاستثمار، بدفتر الشروط نفسه والعقد الموقع سابقاً مع المستثمر (المدعوم) الذي يستثمر المقهى رقم 4 موضوع كتاب نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات.

كما قرر المجلس زيادة قيمة استثمار المقهى المذكور بنسبة 10% سنوياً عن قيمة الاستثمار الأولية، على ألا يدفع المبلغ دفعة واحدة مطلع كل عام. أيضاً تضمن قرار مجلس مدينة جبلة السماح لبقية مستثمري المقاهي على الكورنيش، التقدم بطلبات لتمديد فترة استثماراتهم، لكنه اشترط لتطبيق هذه القرارات تصديقها من المكتب التنفيذي لمجلس محافظة اللاذقية.

الكرة الآن في ملعب مجلس مدينة اللاذقية، الذي نأمل منه ألا يحرم سكان جبلة وزوارها من المعلم السياحي الوحيد بالمدينة، كما سبق أن فعل رئيس وزراء سابق، عندما وافق على توسعة مرفأ اللاذقية باتجاه الشمال، ليقضي على أجمل ما في المدينة، وهو كورنيشها.

العدد 1104 - 24/4/2024