ثلاث سنوات.. ماذا بعد؟

تتكثف الاجتماعات الحكومية في محاولة لملاقاة الهموم الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد، والتي تنعكس زيادة في معاناة جماهير الشعب السوري الذي مازال صابراً.. وفي كل اجتماع لمجلس الوزراء يتم الإعلان عن إجراء ما، لمعالجة معضلة ما.. وهكذا أصبح همّ المسؤولين الحكوميين تخفيف حدة الأزمات غير العادية التي لم تواجه شعباً من شعوب العالم، بدلاً من التخطيط والعمل من أجل مستقبل البلاد وزيادة رفاهية المواطنين السوريين.

ما تعرض له المواطن السوري، من نزف وتهجير وجوع وقهر واعتقال وخطف خلال هذه الأزمة، حري بأن يسجل في سجل اللامعقول.. واللامنطق.. بعد أن استباحت بلادَه خلايا (الجهاديين) الغارقين في ظلام الكهوف. أما ما تعرضت له منجزات بلاده، من مصانع ومزارع وجسور ومنشآت حيوية ومدن صناعية وأراض زراعية، فلا يمكن احتسابها خسائر حرب، بل هي تخريب متعمد لقاعدة كان يمكن لها أن تطلق سورية إلى عالم المستقبل.

كفى أيها السوريون! لنلقِ السلاح.. فسورية تتسع للجميع، ولنحتكم إلى حوار وطني شامل نحدد فيه نحن مكونات الشعب السوري السياسية والاجتماعية والدينية والإثنية – ملامحَ مستقبلنا الذي نريده ديمقراطياً تعددياً علمانياً.

تعالوا إلى ندوتنا السورية لنصون وحدة بلادنا وتلاحم شعبنا، فهناك من يسعى إلى بيع الجولان ليتربع على الكرسي.

ثلاث سنوات من الدماء والدمار والتخريب تحتاج منا إلى عشرين عاماً من العمل الدؤوب لإعادة الإعمار، فلنعمل على استعادة ثروتنا الوطنية المهاجرة.. فقد بلغت المصانع التي يبنيها السوريون في الخارج نحو 300 مصنع، في الوقت الذي فقد فيه عمالنا مليوني وظيفة.

لِنُعدْ مليارات الدولارات المهاجرة بحثاً عن الاستثمارات في الخارج.. فمكانها هنا كي تصنع الغد الاقتصادي السوري.. وَلْنعد المهاجرين قسراً وخوفاً، فسورية أم الجميع.. ولنذهب إلى المصالحة الوطنية، وننسى أحقادنا فالكل تضرّر.. وتوجّع.

ثلاث سنوات أذاقتنا المر.. أما استمرار النزيف، فهو الجحيم بعينه!

العدد 1105 - 01/5/2024