كي لا ننسى: الأديب سعيد حورانية (1929-1994)

في السادس من حزيران 1994 نعت وزارة الثقافة والإرشاد القومي، واتحاد الكتاب العرب، الكاتب السوري المعروف سعيد حورانية، الذي توفي إثر مرض عضال عن عمر ناهز الخمسة والستين عاماً.

ولد الأديب سعيد حورانية في حي الميدان الشعبي الدمشقي الأصيل عام 1929 وبعد تخرجه من المعهد العالي للمعلمين، عمل مدرساً في مختلف أنحاء سورية.

يعد سعيد حورانية أحد أبرز رواد فن القصة القصيرة في سورية، وقد صدرت له ثلاث مجموعات قصصية، (وفي الناس المسرة – شتاء قارس آخر – سنتان تحترق الغابة)، وقد اعتبرت هذه المجموعات في حينها قفزة نوعية في فن القصة السورية القصيرة، لأنها تعبر بحرارة فريدة عن عذابات الناس العاديين، كما تعكس بلغة فنية مرهفة وعالية إيمان سعيد حورانية المطلق بالإنسان وانحيازه للكادحين الذين يبحثون عن مكانهم تحت الشمس.

كان الأديب الراحل سعيد حورانية عضواً مؤسساً في رابطة الكتاب السوريين، وحينما تحولت الرابطة إلى رابطة الكتاب العرب أصبح أميناً لفرع سورية، كما كان عضواً مؤسساً في اتحاد الكتاب العرب.

كتب الأديب الراحل في مختلف المواضيع الساخنة التي تعبر عن نبض العصر، ونشر في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية.

هذه مقتطفات من حوار أجرته مجلة (دراسات اشتراكية) 1988 مع سعيد حورانية:

 (كان الشيوعيون آنذاك متميزين، نظفاء، منطقيين، هادئين، وكان الحزب في ذلك الوقت مدهشاً، يجمع كل من عنده عقل في سورية، فتركتُ الصيام وصرت صديقاً للشيوعيين، وعندما سمع (الإخوان) بالأمر، جاء إليّ أحدهم (أصبح أستاذاً في الجامعة فيما بعد) فقال لي: يا سعيد.. أصحيح أنك كذا وكذا؟ قلت له: نعم! فبصق في وجهي.. فنعرته وقلت له: هذه البصقة تنظفني تماماً من كل أفكاركم، إنها حمام! والتفت إلى الجهة الأخرى!

آنذاك درّسني الشيوعيون بشكل لا بأس به، فاكتشفوا أنني لا أصلح لأن أكون حزبياً، لأني فوضوي، فقد أفيدهم أكثر وأنا خارج الحزب. وما زال الرأي كذلك حتى الآن.مرة سألت الرفيق خالد بكداش: متى ستدخلوني إلى الحزب؟ فقال لي: (خليك برا.. فأنت تنفعنا برا أكثر مما تنفعنا جوا).

العدد 1107 - 22/5/2024