الحكومة السورية ترى نصرها بإجراء الانتخاب الرئاسي… وخصومها يحمّلون الإبراهيمي مسؤولية فشلهم

كما اعتمدت المجموعات المسلحة والإرهابية في سورية حفر الأنفاق واستخدامها سلاحاً في حربها عليها ومجابهتها للجيش العربي السوري، كذا كان غطاؤها السياسي في الغرب والخليج وتركيا وغيرها، يعمل في إطار دبلوماسية الأنفاق! لتمضي ثلاث سنوات دون أن ينتقلوا خطوة واحدة إلى الأمام لإيجاد الحل السياسي للمسألة السورية؟!. ما زالوا يقفون جميعاً عند عبارة (التنحي) الممجوجة الكريهة المستنفدة بكل الأشكال التي تبدت فيها.

من هذه العبارة تماماً كان على الحكومة السورية ومن معها أن تواجه وتنتصر… لا بد لها أن تنتصر.. اليوم يظهر بوضوح أن إدخال سورية في المجهول والضياع الكلي لإنهاء الدولة، بكل ما تعنيه كلمة دولة، كانت وما زالت هدفهم الرئيسي.

هم عرفوا خطورة إفراغ سورية من مؤسساتها… وسورية (القيادة) أدركت هذه الخطورة.. وعلى هذه الجبهة كانت الحرب في الميدان وفي جنيف وما يمكن أن يلحق به. القيادة السورية تقول هناك دولة وشعب ومؤسسات.. والخصوم يرفضون الدولة والشعب والمؤسسات.

كل يتحدث باسم الشعب والشعب لا يستطيع أن يتنازل عن دولته.. وعن ما بقي فيها من حكومة ومؤسسات تدفع الرواتب وتدعم المزارع وتصنع الماء والكهرباء والغذاء والدواء – رغم ما لحق بذلك كله – وتدير الشؤون المختلفة. وهم يغيبون في بوابة نفق ليظهروا من نفق آخر ويقولون: (التنحي). دون أن يشغلهم أبداً شأن دولة سورية.. المهم أن يتخلصوا من خصم سياسي ويفتحوا الباب عريضاً للدولة الفاشلة. لقد كانت سياساتهم كافية للكثيرين ممن يعترضون على القيادة السياسية، ومنهم من لا يريدون رئاسة الرئيس بشار الأسد لها، أن يغيروا مواقفهم كلياً من أجل الحفاظ على الدولة أولاً وقبل كل كلام. لذلك يبدو واضحاً إدراك القيادة للضرورة القصوى لإجراء الانتخابات الرئاسية وكل الاستحقاقات الأخرى التي يحين موعدها.

في ظل الظروف الراهنة يسأل سوري نفسه: إذا لم ننتخب رئيساً وبرلماناً… و…مؤسسات أخرى.. إلى أين نذهب؟ إلى الفراغ..؟! في سورية الفراغ يعني الخراب! لأنها دولة قيدت منذ عقود طويلة في ظل الدور الأعرض والأوسع للدولة وسلطانها الغالب.

تحت مظلة هذه السياسة الغربية الخليجية التركية وفي مواجهة مقاومة الحكومة والدولة ومن معهما سقطت محاولات عديدة للخرج من الأزمة سياسياً لم تكن فاقدة كلياً للنيات الطيبة!…؟!.. لكن….وعلى جنبتها سقطت جهود وغادر أصحابها المسرح على وقع معزوفة التنحي تأتي من أنفاق العمل السياسي. آخر الضحايا كان هذا التعيس الفاشل الأخضر الإبراهيمي… وهو يلعب لعبة التنحي من ظهور إلى آخر. لدرجة أنه شعر مع التوجه لانتخابات رئاسية أنه فقد كل أمل له؟! فلوح مرة أخرى بالاستقالة! فإن تمت ستكون أول خدمة يقدمها للقضية التي يعمل لها.. أي السلام في سورية.

العدد 1105 - 01/5/2024