الإجراءات المتخذة هزيلة انهيار جدار البرج الأثري في بلدة شقّا أمام أعين المعنيين

لعل خيرات السماء قد كشفت عيوب الأرض، فقد أدت العاصفة الثلجية التي عمّت البلاد في الشهر الفائت إلى إحداث تصدع وخلخلة في البرج الأثري الكائن في بلدة شقّا، ما أدى إلى انهياره فيما بعد، الأمر الذي أحدث تشوهاً في هذا الموقع..

جريدة (النور) رصدت بعض آراء أهالي قرية شقا الذين أكدوا أن حماية الآثار من العوامل الجوية والاهتمام بها يجب أن يكونا من أولويات العمل لدى الدولة، خاصة أنها عامل جذب سياحي، وهذا يتطلب من الجهات المعنية كافة الاعتناء بها أكثر. ومنهم من أكد أن التصدع والتشققات التي تحدث في بعض المواقع الأثرية تعود بلا شك إلى أن هذه المواقع الأثرية صمدت طويلاً أمام العوامل الطبيعية من جهة، ومن جهة ثانية ضعف الاعتمادات المالية المرصودة سنوياً للمواقع الأثرية من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف، فهي لا تتجاوز (مئات آلاف الليرات السورية)، الأمر الذي أبقى هذه المواقع ضمن دائرة خطر التصدع والسقوط. رئيس بلدية شقّا عصام أبو يحيى قال: بعد انهيار هذا الجدار قمنا على الفور بمخاطبة محافظ السويداء، بكتاب رسمي بغية الإيعاز إلى دائرة آثار السويداء، لإعادة بناء هذا الجدار وترميم البرج. أما رئيس دائرة الآثار في السويداء حسين زين الدين فقد قال: بعد الكشف على الموقع وتالياً مخاطبة المديرية العامة للآثار والمتاحف، قامت برصد مبلغ قدره 300 ألف ليرة سورية كحل إسعافي لإعادة بناء الجدار، على أن يرصد كذلك مبلغ آخر عام 2014 لهذه الغاية أيضاً.

و(النور) هنا تتساءل: لماذا لا يرصد ما يكفي لترميم المواقع الأثرية الهامة وتأهيلها في السويداء وغيرها من المواقع إلا بعد أن تكشف عيوبَ القائمين عليها خيراتُ السماء؟.. ولماذا لا توضع خارطة لترميم تلك المواقع وتأهيلها وفق درجة المقاومة للعوامل الطبيعية؟

وهل عجزت الدراسات الهندسية عن تقديم المقترحات اللازمة، أم استحال رصد الاعتمادات اللازمة.. إلا وقت الانهيار؟!

أسئلة نترك الإجابة عنها لأصحاب القرار.

العدد 1105 - 01/5/2024