6 أيار… المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبي

أصدر الحزب الشيوعي السوري الموحد، بمناسبة عيد الشهداء، البيان التالي:

يا جماهير شعبنا السوري العظيم!

في يوم السادس من شهر أيار من كل عام، تهلّ علينا ذكرى شهداء  الوطن، الذين أرادوا أن يكونوا جسراً تعبر عليه الأجيال إلى المستقبل، بكرامة وعزة وشموخ.

ففي مثل هذا اليوم علّق السفاح جمال باشا في دمشق وبيروت، رقاب الأحرار من نخبة المثقفين والسياسيين العرب الذين ناهضوا الاستعمار العثماني، ظاناً أنه بهذا العمل الشنيع قادر على إخماد صوت الحرية والاستقلال الوطني.. فخاب فأله، وخرج مدحوراً مذلولاً من أرض سورية العربية، ودخل الاستعمار الإنكليزي والفرنسي، ظناً منه أن جذوة الثورة السورية قد انطفأت، إلا أن كوكبة جديدة من الثوار، يشد عضدها شعب لا يقبل العبودية ولا الاستعمار، ولم يهادن محتلاً ولا ظالماً مستبداً، ألهبت الأرض تحت أقدام المستعمرين، أمثال يوسف العظمة والشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش وحسن الخراط ومحمد الأشمر وأحمد مريود وسعيد العاص.. وغيرهم الكثير، وتحقق الجلاء العظيم بطرد المستعمر الفرنسي، ومازال شعبنا يقارع الاحتلال الإسرائيلي ويقدم التضحيات الجسام. ورفضاً لجرائم عصابات الإخوان المسلمين، قدّم شعبنا الأبي زهوراً من خيرة شهداء الأمة، دفاعاً عن حرية سورية العربية وتقدمها وفكرها النيّر واستقلال قرارها.

في هذا اليوم المجيد نقف احتراماً وتقديراً وإجلالاً لكل شهدائنا الأبرار الأحرار الذين ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن حرية هذا الوطن الحبيب واستقلاله.

 إننا في الحزب الشيوعي السوري الموحد نعتز ونفخر أن رفاقاً لنا من أبناء شعبنا كانوا ضمن قوافل الشهداء، من أجل الاستقلال والحرية، في جميع مراحل النضال الوطني.

أيها الشعب العظيم!

إن عيد الشهداء في هذا العام له دلالات ومعان عظيمة، لأن الوطن يمر بامتحان خطير، فشعبنا يتعرض لأعمال قتل وتشريد.. وكيان دولتنا يتعرض للتدمير.. وجيشنا العربي السوري يقدم قوافل الشهداء كل يوم، والكثير من أبناء شعبنا من أطفال ونساء وشيوخ وشباب، وجلّهم أبرياء، يسقطون شهداء وجرحى، بجرائم ترفضها كل القوانين والشرائع السماوية، ومنهم شهداء من حزبنا.. ويروون بدمائهم الطاهرة تراب هذا الوطن الصامد، في مواجهة حاملي الفكر الظلامي التكفيري الإرهابي من جنسيات مختلفة، وهؤلاء يتلقون دعماً مكشوفاً ومستتراً من قوى الإمبريالية والصهيونية العالمية وعملائهم من الرجعيين العرب وغير العرب، وخاصة أصحاب البترودولار.. ناسين أن شعب سورية الأبي لا يمكن أن يركع، مهما عظم التآمر واشتدت قوته وفنون إجرامه، ولن تهون لديه روح التضحية والإباء في سبيل الكرامة الوطنية.. وستبقى شمس الشهادة تنير ترابه الطاهر.. وعهداً أننا سنُبقي ذكرى شهدائنا في قلوبنا، نستلهم منها دائماً التضحية والفداء والكرامة.. وسنحافظ على عائلاتهم وذويهم بحدقات عيوننا، وأقل ما يمكن أن تقدمه الدولة لعائلات الشهداء: الرعاية الدائمة، وإحداث وزارة خاصة باسم وزارة الشهداء، لها إدارات في المحافظات كافة، وإقامة نصب تذكارية في مراكز المحافظات السورية كافة تخليداً لأرواح الشهداء.

المجد والخلود لكل شهداء شعبنا الأبي!

دمشق في 6 أيار 2014

الحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1107 - 22/5/2024