عام على رحيل الرفيق باسم عبدو…ما زلت أنتظر وصولك

كما تعودنا دائماً، كنا نحل قضايا الجريدة عبر حوارنا المستمر الذي بدأ منذ أربعين عاماً.. كنت أترقب وصولك إلى الجريدة، وأتوقع دائماً أن تبدأ حديثك بالشكوى من متاعب الطريق، والازدحام، ثم تنتقل بعدها إلى أفراحك الصغرى، لكنها كانت كبيرة: بالأمس حصلنا على المازوت، ارتاح بالي، وصهري تماثل للشفاء، وبعدها ننتقل إلى حوارنا حول العدد الذي نعمل عليه.

افتقدتك كثيراً يا باسم، ما زلت أنتظر وصولك كل صباح، ما زلت في مخيلتي ذلك الشاب العصامي الذي حفر بأظافره صخر الحياة، وأورق بعدها عائلة سعيدة، وأصدقاء كثراً، واستمراراً في النضال داخل الحزب وخارجه من أجل سورية الحبيبة وشعبها الذي يجب أن يكون سعيداً.

كنا نتفق ونختلف، لكن اتفاقنا وخلافنا كانا انعكاساً لتطور الحياة والفكر اللذين لا يعرفان الجمود.. وهكذا عملنا في (النور) وحاولنا أن نجعلها صحيفة الجميع ومن أجل الجميع، فنجحنا هنا وتأخرنا هناك، ومضينا في طريقنا دون أخذ مفاعيل القدر بالحسبان، القدر الأعمى الذي اختار أن يفتقد كل منا رفيقه وصديق عمره.

سنة مرت على غيابك، لكنك في القلب مني، كنت وما زلت، ومازال حضورك طاغياً على كل شيء آخر..

أفتقدك كثيراً..

العدد 1105 - 01/5/2024